إلى صغيري(6)
عليّ أن اعترف أن السياسة هنا قضمت رغيف الخبز الذي نأكله، فما عاد أحد يشبع في هذا الوطن.
ي نبض الخاطر
لم التقِ والدك بعد، ولستُ على عجلةٍ من أمري، هذا قدر محتوم أن التقيه، وقلبي ممتلئ بالثقة أنه سعادة تشبه قلبي زاهياً/ مُبتهجاً وإنسانا كماي. وددتُ أن أكتبُ إليك لأني بحاجةٍ ماسّة لثرثرةٍ لا تليق إلا بِك وإليك.
مرّ الكثير على آخر رسائلي إليك، ظننتُ أني ساستطيع التوقف عن الكتابة إليك في خضم العمل المكتبي المُجهِد ولكن ما في القلب لا يمكنني التغلُب عليه مهما ازدحم يومي بالكثير وأكثر رأسي حين يمتلئ بالاسئلة السياسية المقيتة التي تستنزف طاقتي وأملي وجُل تفاؤلي، هنا الحياة اصبحت قاتمة جداً يّ بُني، السياسة أتت على أخضر ويابس هذا الشعب، العقول على ما يبدو ليّ مُغيّبة، والجميع يركض خلف مصالحهم مسببين المتاعب والحروب/الجوع والكثير من الأحزان التي لا تنتهي وكل يوم تظهر مشكلة أغمق وأثقل مما تتخيّل. نحنُ الحياديين، الراكضين خلف السلام والطموح وممتلئين بالأمل والحياة يأتون علينا بمعاول حقدهم محاولين زجّنا في الظلام عنوة، مازلت لا انتمي لأي حزب سياسي ولن أنتمي، أنا أنتمي للإنسانية والسلام وسأظلُ ما حييت، لا تروق لي السياسة ولا رموزها، أمقتهم جميعاً، وحين يصدف أن أرى أحدهم على التلفاز أو في مواقع التواصل الإجتماعي ينتابني شعور بالغثيان، فملامحهم بعيني ملطخة بدم الضحايا الذين ضحوا بهم من أجل مصالحهم/ألم المُختفيين قسراً/ تضور الجائعين /تشرد المتسولين في الشوارع/ عتمة الظلام الذي نعيشه، كل ذلك وأكثر. أنا لا استطيع رؤيتهم منفصلين عن أفعالهم بتاتاً.
لذا لا تصالح مع العنجهيين والقتلة، ولا الخائنين القاتلين لهذا الوطن وشعبه.
لذا لا تصالح مع العنجهيين والقتلة، ولا الخائنين القاتلين لهذا الوطن وشعبه.
الحادي والعشرين من آب/أغسطس، صنعاء، باهتة اليوم جداً، قلقة على ما أظن من توتر العلاقات بين الأحزاب المتناحرة، تتهيأ لتوتر أكبر في غضون الأيام القادمة، كل الأطراف تحشُد مناصريها، الهدف لا أحد يعلمه، هذا افسره بتضخم حاد في الجهل، الجهل بكل الحقوق، بكل الاخلاق والمعايير المجتمعية، ألا يحق لنا أن نعيش بسلام دائم دون أن نتحمل عبئ جهلهم السياسي والوطني!!
اتسائل دائماً إلى متى عليّ تغيير خطط حياتي بسبب قذارة حاكمين هذا الوطن كي تتماشى مع قرارات ومصير يتحكمون به دون ضمير.
اتسائل دائماً إلى متى عليّ تغيير خطط حياتي بسبب قذارة حاكمين هذا الوطن كي تتماشى مع قرارات ومصير يتحكمون به دون ضمير.
يّ طفلي الجميل، لستُ على إستعداد للاستمرار هنا في هذه البقعة المظلمة، احاول الخروج والكثير مما يقيدني ويرغمني على البقاء، ورغم كل هذا الظلامً أراك وميض النور الذي يُنير هذه العتمة، أخبرني إن كنت تعلم عن حجم الشعور ومداه حين تستيقظ صباحاً وأنت نائم بجانب من تهوى، بهجة ذلك تشبهك حين تخطر ببالي هكذا كروح تقذف في روحي الكثير من السعادة والأمل، ولكن عليك أن تدرك جيداً أن كل أحلامي بك تأتي خارج هذا المسمى وطن، أنا لا أراك هنا بتاتاً، لا متسع لي هنا وأنا القوية، فكيف بعصفور يريد التحليق مثلك، أخافُ عليك ي نبضي، لذا سأكررها كثيراً أنت في الغيب أجمل.
تعليقات
إرسال تعليق