يا إلهي

ها هنا تندلع الحروب، تدوس في طريقها على أحلامي ولا تكاد ترفع قدميها إلا وداست على طموحي وبقايا الصمود، هنا تذبل الأحلام مع كل غارة، يسقط بقايا السلام جريحاً لا يسعفه أي طرف من أطراف المتعاركين، ولا حتى الحزانى والمتفرجين بصمتهم يزيدون جراحه، هنا يا الله الحقد يلتهم ملامح وطني، يجرّ الغالبية إلى مستنقع الدم، يا الله أدرك أن ما يحدث لا يرضيك، وهذه الأرواح المظلومة تصعد إليك شاكية.
تكاد الأحزان تلتهمني هنا في حدود هذا الوطن ، مراراً حاولت أن أجد في جعبته وطن، لم أجد.
يا إلهي إنه يشبه الوطن كثيراً وطني ولكني لا أستطيع أن أجدني فيه، لا أنا ولا شيء من أشيائي التي أحبها، كالحرية مثلاً بأن أتبع أي مذهب/ أي طائفة، أن أعتقد ما أراه مناسباً لي دون اتهامات ومعارضات، أن أكتب مثلاً أني أحب تماماً كما أحب كل الفقراء ويضعفني ويبكيني أن أشعر بالعجز أمامهم وتتفاقم قلة حالتي كمشكلة الاقتصاد في هذا الوطن، هنا في هذا المسمى وطن، حين تُقدم على أمر يجب أن يرضى الجميع من حولك ولا ضرورة أن يرضيك ما أنت مقدم عليه، أنت لست مهماً كأهميتهم.

هنا يا إلهي يجب أن أبكي كثيراً لأحصل على ما أريد وبين وقت وآخر أحتاج أن أبكي مراراً وتكراراً لأن  الجميع يعودون فجأة لنقطة البداية كأن لم نتفق من قبل، هنا الأشياء مُتعِبة جداً كأن تمشي مسافة تحت الشمس وأنت ظامئ ومتهالك ويأكلك التعب، ورغم كل هذا الغبن لم يكتفوا السياسيون بل ثقبوا الوطن في في منتصف سيادته، أتدري يا إلهي،هؤلاء المتعاركون أكاد أوقن أنهم لا يعلمون معنى سيادة وطنية ، أفعالهم شجت رأس السيادة وهم يتحدثون ببلاهة عنها وعن الوطن.

لن اكمل يا الله، ثمة غصات تتجمع في حلقي وتؤجج حزني ودموعي عصية متحجرة، كل ما في الأمر أني أشيخ وكل يوم أفقد جزءاً مني في نقاشات عقيمةومشاهدة صور دامية لأشلاء كاذبة أدري لكنها توجعني جداً يا الله، إني أفقدني وكل ما أريده أن أموت موتة واحدة.


12‏/4‏/2015 11:41 م
رحاب إسماعيل

تعليقات

المشاركات الشائعة