متى سنحيا؟

ما بين الصمت وجدرانه ،المجتمع وقيوده،الحياة وعنجهيتها ،القدر وقوته ،وضعك وضعفه،أمانيك ووهجها،حبك وسريته،سكونك والبكاء، بين مرور الأيام وسرعتها، نقودُ الركب محاولين أن نبطئ الخُطى كي نتلذذ بالحياة ، الحب، السعادة وبعض لحظات الحزن التي تمنحنا قوة، وبعض لحظات السعادة النادرة التي تمنحنا جناحين، نحاول أن نُبطئ الخُطى كي نبتسم بهدوء وليس على عجلةٍ من امرنا، أن نتحدث بعمق ، أن نكتُب ما يخالج صدورنا دون أن تتداخل المشاعر والمواقف وتتشابك وتُصبح صعبة البوح والوصف، نحاول أن نُبطئ الخُطى كي نكتب أننا نريد هذا ونرفض ذاك، أننا نحتاج الدفء ونكره البرد، أن ثمة ثرثرة مخنوقة نريد الخلاص منها، وغصة تمسك بأنفاسنا المتسارعة نُريد لفظها، نحاول لكن هيهات أن نستطيع هي الحياة محكومة المضيّ بهذا الشكل المُوجع وهذه السرعة المميتة، نحاول ولا نستطيع أن نفعل ما يحلو لنا ولا ما طمحنا إليه، حتى اخطاؤنا الصغيرة التي نراها كذلك ، ودعواتنا التائبة الخاضعة لمالك الكون هي محاولة منّا لرفض مالا نريد وما يُفرض علينا بحكم مُجتمعٍ مُتهالك لا يقوى إلا بالقيل والقال، نهذي كثيرا وعميقاً ، نحاول الخلاص من القيود ونُبقي الثرثرات عالقة والتحديات نكسرها وتارةً تكسرُنا، هل لنا أن نعيش مُطمئنين دون أن يُراقبنا أحد ؟ هل سيأتي يوماً ما وقد رافقتنا الحرية وحلقنا بها في أعالي السماء؟ متى سنحيا؟!


رحاب إسماعيل
11‏/4‏/2015 12:13 م