وحيـــداً كــقطرة!


تتسع المسافات بينهما، لا يبدو أن ثمة تغييراً أحدثه وجودهما معاً رغم خطوط الطول والعرض الفاصلة بينهما، أن تكون في القرب رغم ما تفرضه الظروف شيئاً يُشبه الحب، وأن تهتم بمن تُحب رغم المسافات القاتلة هذا هو الأخ الوسيم للحب، أما أن تبقى قريباً كما لم تكن من قبل في حالات الحرب فهذا هو الحب بعينه، ثمة تصرفات نجهل مدى وطأتها على النفس، كأن تتجاهل /تنشغل وتترك العمل يأخذك وتتعذر به ليلاً نهارا، كأن لا تجد وقتاً وهذا ما لا يُصدق، كأن تُشرق الشمس وتزقزق العصافير بحنوّ ولا تسابقها بتصبيحة جميلة وترسلها لمن تدعي حبه،أو أن تتجاهل خوفاً طارئاً يحاصر نبضك ولا تتداوم بالسؤال عنه، هناك أمور عابرة قاتلة، لا شيء يمنع الحب من التسرب إلى الروح في أحلك الظروف،وفي الحرب تجتاحنا حاجة الحب أكثر من كل الأشياء التي قد تهدينا مساحة تفاؤل وشبه أبتسامة.
وحيداً كقطرة ستبقى ، في حال ردودك الباردة في وقت ثورة الآخر وانفجار معدلات الاهتمام إلى الدرجة القصوى، الاستمرار في ذالك مستحيل لفترة تتعدى الأيام، حرارة الطرف الآخر المرتفعة بك ستنخفض لدرجة التجمد ويتوقف كل شيء، تماماً كغارة جوية اقضّت سكن الجميع وروعتهم لساعاتٍ طوال،وفجأة خبتت النيران وخلت السماء من طائرات الحقد. لا يعني ذالك أن الحرارة انخفضت داخلياً، لا ،فقط حاجة التظاهر بالبرود تسطو عليه بعد أن يصطدم بجدارٍ خالٍ من النوافذ، فلا يتسرب النور من خلاله، تماماً كالهدوء الذي يُخيم بين فواصل الغارات وعودتها.

ثقوب الحزن تبدأ في الاتساع، تكاد تلتهم الروح، لا مكان هنا للسلام بروح متعبة، ربما نحن بحاجة لجلسات أمل علاجية تداوي ما أنهار في دواخلنا، لا يشعر بالوحدة من يحب وإن حدث فهناك خلل ما، لا يحزن طرف ويقضي ليلته حزيناً وحيدا وهو يشارك حياته أحد، وإن حدث فهناك خلل، لا تباغتنا الدموع وننتحب بمفردنا إن كان هناك من يشاركنا النبض، وإن حدث فهناك خلل، أن تكون وحيداً كقطرة ماء/كقطرة سعادة في وعاء يعج بالحزن/ كقطرة حب في وطن الأحقاد أو كقطرة مطر على زجاج نافذة، فهذا يعني أن ثمة خلل في نفسك، ونفس من تحب. لا تجتمع الوحدة والحب مطلقاً هذا ما أؤمن به.
إذاً دع عنك حباً لا يخفف عنك وطأة الحياة وظروفها.


رحاب إسماعيل
11‏/4‏/2015 11:33 ص



تعليقات

المشاركات الشائعة