شتات
على نحوٍ غريب نعيش الآن، تتسع السماء لدعواتنا الحائرة التي تبحث عن طريقاً للخلاص، نحارب بعضنا بعضاً ونحن لا ندري، ربما نجهل ذلك وربما نقصد أن نتفنن في غرز شوكة في أقدام بعضنا ليتعثروا ونبقى ، تارة تكبر الشوكة لتتحول إلى رصاصة تخترق صدور بعضنا، لماذا وكيف؟! ، ستُقدَمَ أعذاراً مُختلفة، كلاً على حسب توجهة، قناعته ومدى تبلده ودرجة موت ضميره، تتسع السماء لكل اللعنات التي يرشقها بعضنا بعضاً بكل فضاضة وارتياح، دون خوف أو تردد، تماماً كما تتسع لبكاء الحزانى/ اليتامى/ الفقراء/ عابرين السبيل/ المحتاجين وحتي للمتعجرفين / التائهين والهائمين في الحياة يمضون إلى حيث لا طريق، ورغم أن الأرض تتساوى نوعاً ما مع حجم السماء، إلا أنها لا تتسع لنا جميعاً، كانت تتسع من قبل، حيث الأمان والسلام الذي كان يحتوينا واللاجئين والمغتربين في وطنا، تلك الأيام كان السلام والأمان ملجأ الكثير من كل أقطاب العالم، كنا نتفااخر بوطنا ، بكرم مواطنيه/بوحدتهم/ بطيبتهم/ بحكمتهم/ بتلاصقهم وتعاونهم كالبنيان المرصوص، والآن لنا بقعة وطن تئنُ بنا، فجأة تحول الوطن بآسره إلى مجرد بقعة دماء/خلافات تتفاقم ونفوسُ تضيق بها الحياة والعيش على أرضٍ بلا سلام.
مازالت البقعة المسماه بوطني تضيق شيئاً فشيئاً على نفوس الحالمين، الطموحين ومن لهم خطط ومشاريع يرسمون بها طريقاً إلى المستقبل، وماذا سيكون بعد هذا الفراغ المُخيف بيننا وبين الوطن؟
تماهت الحقائق، خُلط الحابل بالنابل، ومازلنا نتشاجرونتبادل التهم والخزعبلات السياسية العاقرة، لست أدري أين خريطة الوطن اليوم؟ ماعادت واضحة المعالم كما عهدتها من قبل، ولماذا يجب عليّ أن أحدد ضمن أي الاتجاهات أنا؟ . ها نحن نعزف آخر سمفونيات الغباء على حافة الهاوية.
رحاب إسماعيل
11/4/2015 11:46 ص
تعليقات
إرسال تعليق