أعذار
يتسع بحجم الغياب ، الأخطاء وكل شيء ،كلما زاد الغياب كلما اتسع له ، كلما تكرر ذات الخطا والحزن كان أيضاً فيه متسعاً له ، تلك الاهمالات الصغيرة والاسئلة البسيطة والتفاصيل المهملة ايضاً تصنع من الحياة لوناً مختلفاً من الحزن مرصعاً بالدموع. العادات الصباحية التي نقشت في الذاكرة تلك التي ترعرعت بيد الاهتمام والحب ثم اختفت أيضاً يتسع لها .التفاصيل التي بحجم الجنون وسذاجة العاشقين حين تتلاشى وتُخلِف وجعاً صاخباً كالفقدان ، تتسع لها ايضا . الرسائل الفارغة التي تزدحم في الهاتف حين غيرةٍ، نعم، تلك الخالية من الحروف المزدحمة بالعتاب الصامت الذي يجلد الروح بلا سوط حين لا يصلنا منها شيئاً وتغدو رسائل معنونة بالغياب يشملها أيضاً ويتسع لها كما يتسع تماماً لدفن المشاعر حية ترزق والاسئلة العالقة بيننا كشاهد على التغيرات المفاجئة تلك الاسئلة التي تشارك في الاختناق اليومي كلما تساءلنا لماذا الغياب ونمت غصة في الصدر أن لا جواب شافي . الأعذار تتسع لكل شيء تكاد تلتهمنا حزناً بكل برود. هي الأعذار التي تشق الطريق بيننا إلى نصفين ولا حلاً قد يُعبده أبداً. ثمة أعذار تُشبه الغيم ، تأتي كدواء في مواقف عابرة لا تأخذ متسعاً للحزن ، بينما هناك أعذار حال نطقها تسقط جارفةً في طريقها كل ما تبقى من أمل وتُفصح أنها أعذار لعينة ، كاذبة . الأعذار تتسع لكل شيء حتى القتل .
11/4/2015 12:15 م
رحاب إسماعيل
11/4/2015 12:15 م
رحاب إسماعيل
تعليقات
إرسال تعليق