لــــــــــــــروحك السلام!
مُجدداً مع كل طفل يموت في وطني ، يموت شيئاً فيّ اجهل له مسمى.
البارحة لم يكن ببعيد عن العاصمة، في وطني، من أبناء وأحفاد هذا الشعب مات الكثير والأكثر يموت كل يوم
مات طفل شدّ انتباهي كرهه للموت وخوفه الشديد، في أحد المشافي العامة النادرة في مدينة تعز كانت تُضمد جراحه وهو يبكي بهدوء رغم وجعه، كان يرجوا الجميع شيئاً واحداً، كل طبيب ومسعف يقترب منه كان يرجوه ذات الشيء
كان بريء بما يكفي ليتركه الموت ويرحل، ويدعه ليهدأ خوفه، كان طفلاً ووجدت ملامحاً فيه كمن كنت ابحث عنه، كأني كنت اعرفه من قبل هذا الموت ، لم يكن غريباً لا على عينيّ ولا على قلبي.
مكث غير كثير في المشفى ليُغادر الحياة، رفض اسمه أن يقبع في ذاكرتي ولم أجد له سوى اسم " مراد" لائقاً عليه، لكن رجاءه الوحيد لم ينفذه أحد، فمن يموت لا محاله يُقبر تحت الثرى
ورجائه كان" لا تقبروني؟!!" ، طلبه الوحيد وكان يرجوا الجميع من حوله بنبرة خوف عارمة" لا تقبروني!"
هابني الموقف كثيراً ووصم على روحي وقلبي، تسائلت: منذ متى يهاب الأطفال الموت؟، ولم أجد إلا تفسيرات باهتة ،
ادركت أن الموت يترصدهم ، وقد رأوه كثيراً وقد فقدوا أمام أعينهم الكثير ممن يحبون، سالت الدماء على مرأى ومسمع من عقولهم البريئة التي كرهت الموت وهابته فوق احتمالاهم.
ذهب رجائه سُداً وقبروه تحت التراب ولم يتوانى الموت لحظة.
ضائعة جداً في هذا الوطن الذي يموت كل يوم أكثر، مغصوصة حد الإنتهاء والحقد على كل القتلة والمعتدين، مخنوقة حد أن الحروف تبكي قبل أن تسقط على هذه الأسطر التي لن تُعيد ميتاً ولن تُنقذ أرضا ولا وطناً من الدمار.
مات ذاك الطفل الذي اعرفه منذ زمناً في اللحظة الأولى لمشاهدتي لفيديو اسعافه، لستُ على ما يُرام، فماذا عن والدته ووالده؟!
مت يا طفلي ومات معك بداخلي الكثير. لروحك السلام.
18/10/2015 7:19 م
الثامن عشر من #تشرين
تشرين_الحزين
البارحة لم يكن ببعيد عن العاصمة، في وطني، من أبناء وأحفاد هذا الشعب مات الكثير والأكثر يموت كل يوم
مات طفل شدّ انتباهي كرهه للموت وخوفه الشديد، في أحد المشافي العامة النادرة في مدينة تعز كانت تُضمد جراحه وهو يبكي بهدوء رغم وجعه، كان يرجوا الجميع شيئاً واحداً، كل طبيب ومسعف يقترب منه كان يرجوه ذات الشيء
كان بريء بما يكفي ليتركه الموت ويرحل، ويدعه ليهدأ خوفه، كان طفلاً ووجدت ملامحاً فيه كمن كنت ابحث عنه، كأني كنت اعرفه من قبل هذا الموت ، لم يكن غريباً لا على عينيّ ولا على قلبي.
مكث غير كثير في المشفى ليُغادر الحياة، رفض اسمه أن يقبع في ذاكرتي ولم أجد له سوى اسم " مراد" لائقاً عليه، لكن رجاءه الوحيد لم ينفذه أحد، فمن يموت لا محاله يُقبر تحت الثرى
ورجائه كان" لا تقبروني؟!!" ، طلبه الوحيد وكان يرجوا الجميع من حوله بنبرة خوف عارمة" لا تقبروني!"
هابني الموقف كثيراً ووصم على روحي وقلبي، تسائلت: منذ متى يهاب الأطفال الموت؟، ولم أجد إلا تفسيرات باهتة ،
ادركت أن الموت يترصدهم ، وقد رأوه كثيراً وقد فقدوا أمام أعينهم الكثير ممن يحبون، سالت الدماء على مرأى ومسمع من عقولهم البريئة التي كرهت الموت وهابته فوق احتمالاهم.
ذهب رجائه سُداً وقبروه تحت التراب ولم يتوانى الموت لحظة.
ضائعة جداً في هذا الوطن الذي يموت كل يوم أكثر، مغصوصة حد الإنتهاء والحقد على كل القتلة والمعتدين، مخنوقة حد أن الحروف تبكي قبل أن تسقط على هذه الأسطر التي لن تُعيد ميتاً ولن تُنقذ أرضا ولا وطناً من الدمار.
مات ذاك الطفل الذي اعرفه منذ زمناً في اللحظة الأولى لمشاهدتي لفيديو اسعافه، لستُ على ما يُرام، فماذا عن والدته ووالده؟!
مت يا طفلي ومات معك بداخلي الكثير. لروحك السلام.
18/10/2015 7:19 م
الثامن عشر من #تشرين
تشرين_الحزين
تعليقات
إرسال تعليق