انتظار

الخامس والعشرون من تشرين، آواخر تشرين وأوائل فصل الشتاء، هنا حيث الهدوء يُثير الخوف في نفوس الساكنين، تحوم الطائرات فننهض للخوف مسرعين، وتتكاثر الأسئلة.
مدينة الطفولة والشباب وما تبقى من أعوامي العشرينية الأربعة- صنعاء-  تلك الطائرات تُثير الرعب في نفسي ، كأنها تُريد أن تغتال سنواتي الست والعشرين دون أن تهتم بحاجتي للحياة أكثر لأحقق  نصف حلم أو ربع  أو بقايا أحلامي المناضلة معي.
كفتاة تحلم كثيراً وتتخيل أكثر بكثير من سنوات عمرها، أبحث عن وظيفة وسط هذه المعمعة اللعينة وكلما ظننتني تشبثت بخيط أمل يضيع مني واتوه. مازلت على أمل أن ثمة سعادة تنتظرني رغم أن الأبواب بوجهي مغلقة، والكثير الكثير يواجهني، أحلامي العذراء حين لمستها في واقعي كحقيقة جائت حبلى بالصعاب والعقبات ، لمستها للحظة لتغيب عني بين ركام الدمار في هذا الوطن، أحلامي البسيطة ، أكثرها بساطة من وظيفة لا تأتي إلا بشق النفس، انتظر لعل غداً أجمل، ويا خوف قلبي لو أن اليوم هو آخر لحظات عمري.

الأشياء التي انتظرها قد تأتي يوماً ما، وقد لا تأتي أبداً، اتلفت حولي ولا أرى سواي واسمع  الكثير في رأسي يضج بي دون رحمة ، حوارات عقيمة/ انصاف حكايا/ اعترافات / أنين والكثير من الأسئلة، وحدي في منتصف الحزن،  احاول أن أكتب لأنجو بي من تراكمات الخيبات.

وعلى ذكر مفردة خيبة، ابغضها بحجم كل ما تبعثه بداخلي من وجع وما تسببه من شروخ في الروح، ورغم ذلك إني أشعر بخيبة أمام حلمي الذي ما إن لمسته كواقع إلا وجرّني إلى حيث كل هذه التحديات والحزن والانتظار الذي لا يبدو له نهاية.

تشرين كلما مر يوماً على انتهائه يُفاجئني بالمزيد من الصعاب واسمعه يقهقه أمام قلة حيلتي أمام كل ما اواجهه لأنجو بي وبحلمي الصغير، لكن من يضحك كثيراً يا تشرين اللعين يبكي أخيراً، وبالنسبة لي من يبكي كثيراً أخيرا يسعد ويرتاح، هههه  هذه تكملة  المثل من رأسي " اهون على روحي فقط يا تشرين الكلمة للقدر" وإني اكرهك يا تشرين الحُزن.

25‏/10‏/2015 7:23 م
كما لم اتوه من قبل
رحاب إسماعيل

تعليقات

المشاركات الشائعة