حين لا اقرأ

كلما ابتعدتُ عن القراءة، شعرتُ أني اذبل كزهرة نبتتي التي اسقيها كل صباح قبل ذهابي للدوام، كي لا تذبل، اسقيها لتُزهر آحذةً منها الذبول، وها أنا اذبل في اليوم ألف يوم حين لا اقرأ، ليس لأنني اهدر وقتي، بل لأن يومي ممتلئ لا أجدُ متسعاً من الوقت لاقرأ كما كنت أفعل من قبل.
حين لا اقرأ تضيع الحروف مني كلما حاولت أن اسكب جمّ حزني/فرحتي/حيرتي أو غضبي على ورقة لأنجو بما تبقى مني ، لكن الحروف اجدها جافة، ليس فيها ما يكفي من الدم لأكتب، انيميا حادة في الحروف، ومزاج مترنح كسكير ، ونفس تطولها الأيام وتُثقل كاهلها بما يُجهدها، وعقل مزدحم بالخطط المستقبلية،و الطموح، كيف سأصل وأيّ الطرق يمكنها آخذي إلى أحضان طموحي  بأقل تكلفة نفسية وبأخف خسارة ممكن أن اخسرها ثمناً للوصول من بين الأهل والأصدقاء.
صدق القائل" أن القراءة حياة" تحيي الروح، وتحفز النفس وتغذي العقل وتمنح القلب جرعة حياة مضاعفة، القراءة حين تغدو زاوية غرفتك منتزه، وكرسي خشبي يحتضن جسدك إلى طائرة تحلق بك في أجواء الخيال، ونظارتك ثقبيّ في زمنك للمستقبل، وتشبثك بالكتاب نجاة، يمنحك عمرين يستحقان عمر ثالث لتقرأ.
اقرأ لعل روحك تسمو، ونفسك ترقى ونبضك يتزن، اقرأ لعل لسان يعتاد حلو الكلام واعوجاج افكارك تستقيم، ونفسك يملؤها الجمال، حينها الجميل لا يبدر منه إلا الجمال.