كمعطف سأخلعك عني

وددتُ أن لا أكتب إليك بهذه اللغة القاسية، أنا سياين التي اعتدت منها الاهتمام الدائم، ولكن عليك أن تعلم أن لن يطول الأمر كثيراً، كل ما احتاجه القليل من الوقت لأخلعك عني كمعطف ادفأني وزاد دفئه عن حاجتي، ليس سهلًا فعل ذلك ولكن الأمر بالإعتياد، اعتياد لامبالاتك، أو ربما إكتشاف كم كنت تكذب بصدق وإلا لاستطعت الحفاظ على ذرة حب داخلك تدفعك لرميّ سلام حين تمر بي، أو قول "صباح الخير" مثلاً.

الآن وبعد كل هذا الوقت الذي كنت أظنك فيه ستعود ولم تعد، لا يهزني بعد اليوم رؤيتك حزيناً أو سعيداً كما لا يهزك أي حال من حالاتي، أظن يجب أن نتساوى في كل شيء ، كما لا يهزني صوتك ولا حتى مرورك بجانبي، وعطرك اصبحت رائحته عادية حد اللاشيء، ليس لأنهُ كذلك بل لأنه ماعاد يُثير مشاعري بتاتاً تجاهك.
أتدري حكاياك التي كانت تنطلي عليّ بسهولة، اتذكّرها الآن فتغدو كضباب كثيف بيني وبينك، بيني وبين عينيك، أتذكّر اتهاماتك لي بأني لم أحبك!!!، كنت تُقسمُ حينها أني لا أفعل، وقسمك يُلجمُني، يُحرق كل الحروف بداخلي واصمت إلا من صوتٍ اسمعه بوضوح بداخلي قائلاً" ستمرّ الأيام وتثبتُ لكِ صحة حديثه من كذبه"، لم انتظر طويلاً، قف أمام مرآتك وتحقق من صحته بنفسك، ظاهرٌ عليك عبثيتك، وشاهدةٌ عليّ محاولاتي التي بها ظننتُ أني ساحتفظ بك دون جدوى منها.
أن اكتبُ إليك أو لا أفعل الأمر سيان ، لذا أحبُ أن أخبرك أني لا أكتبُ إليك، ولا أُرثي وجودك "الذي لم يكن إلا عبث"، أنا اكتبُ لأتخفف مما قد يُعكر صفو مزاجي أوقد يُعيق سلاسة مرور المواقف في يومي، أن لا أكتب لأستعيدك بل لتنتهي على ورقة اتخلص منها متى شئت وتخرجُ تماماً من ذاكرتي، لأني احتاجُ المساحة التي تشغلها بأشياء أكثر أهمية منك.
لا يهزك شيء فلا تكذب وتقول بينك وبين نفسك :"يهزُني لكنكِ لا تعلمين!" لو أردتني أن اعلم لفعلت، فكف عن الكذب على نفسك.

تعليقات

المشاركات الشائعة