ظل ليس إلا

اغمضتُ عيني، توهت بعمق في أعماقي، تخيّلتك، استحضرت ملامحك وجل تفاصيلك، وتخيلتني امسك بقلم ممتلئ بحبر أسود، وأخذتُ بتلوينك، بالأسود نعم، أريدك أن تصبح ظل، ظل ليس إلا. لا يتحرك/ لا يتكلم/لا يضحك ولا يغني/ لا يبتسم/ليس له صوت ولا يثير ذكرياتي كلما مررت بخاطري.
احتاجُ ان اظللك لتصبح لاشيء ولا يعنيني مرورك آخذاً نصيب الأسد من ذكرياتي ومساحات قلبي الأخضر، اريد أن  أجد مرورك عادياً، بل أقل من العادي بكثير، كأن استذكرك ظلاً، ظل ينتهي مع غروب الشمس، أعني لا بقاء لك.
أراني انتهيت من تلوينك بالأسود، وإني الآن لا أراك إلا ظل، لا ملامح لك وعيناك الواسعتان أيضاً اخفيتهما بالأسود، وصممتُ صوتك، أوه، نسيت أنك اصبحت ظل ليس إلا ، وليس لك صوت بعد الآن ولن اسمعه، وهذا كافي بدايةً لأكون بمنأى من ذكرياتك الصوتية باذخة الهذيان.
أعتقدُ أن لاشيء بعد الآن قد يهزني بعد أن اصبحت ظلاً.

تعليقات

  1. متلازمة الاهتمام بالنسيان يجعلنا نمعن في التذكر حتى لو حولنا الذكريات الى ظل بدون ألوان
    المشكلة ان الذكريات دائما تكون ثلاثية البعد. عميقة .. محفورة

    ردحذف
    الردود
    1. ليت اللامبالاة وليس النسيان سلعة تشترى بالمال

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة