وهم وجودك
سيد نقطة،
هذه سيلين، أكتبُ إليك، هل تتذكرني؟؟
تميل الشمس للغروب، احملها كل أمانيّ لتوصلها للأفق، ربما أني أريدها تتحرر من ضيق الأرض إلى رحابة السماء، السماء رمادية ، السُحب مثقلة بالمطر يتداخل لونها بلون السماء، كأنها سماء بلا سحاب، تُشبه القلب بلا حُب. وأنا أحضرُ كل مشاهد الغروب دونك، وكل لحظات هطول الأمطار، كل لحظات الانتشاء، كل الضحك والمرح والجنون دونك، ليس لأني قررت ذلك، بل لأنك أردت ولك ما تُريد، فكان ما كان. لكني ساذجة وفيّة اتذكرك كثيراً، وطيفك يحضر معي كل شيء، حتى لحظات بكائي العارمة وشكواي وعراكي مع قلبي ضدك، حاضرٌ طيفك على خلافك تماماً.
الخامس والعشرون من تموز المُتقلّب بمناخه بين برودة الشتاء وقيض الصيف، ليس عبثاً إذاً أني مزاجيّة متطابقة في تقلّب المزاج مع شهر تموز بتقلّباته المُناخية، شهر تكوري في أحد بقاع هذه الحياة، بين قماش أبيض، أبكي مجيئي للحياة بكل ما أوتيت من قوة، ربما حينها كُنتُ أعلم أن قلبي سيتألم فوق طاقته. أنه سيجدُك ك أمنية اقسمتُ على السماء أن تكون، فكانت لأيامٍ واختفيت، كم سجدتُ داعية أن تكون نصفاً لا يتخلّى، نصفاً يُكمل حيزاً، نصفاً يتشبث ويتحرى الطرق المستقيمة والملتوية والمقطوعة والمليئة بالمتفجرات والموت التي توصلُ إليّ، يتحمل لأجليّ، أستحقُ أكثر من ذلك، قلبي صادق ك نبي، وشفافة، دافئة وطفلة، أبكي سريعاً وأضحك في مُنتصف البُكاء حين تلمس جنبات روحي بحنان فأهدأ وأعود لطفولتي معك.
في مُنعطف لم أكن أتوقعه، تركت يدي وحيدة، لم اتوه يومها بدونك،لأني اعتدتُ الاستناد عليّ كشجرة، شجرةتقف في منتصف الطرق، في الغابات بين شجرات كُثر ولا تنتظر دعم من أحد لتقف أو لتواجه ثلوج الشتاء وشمس الصيف، لم أتوه حينها لكني اضعتُ نفسي بنفسي قصداً، لم يكن الطريق بدونك شهيّ، والعودة للمنزل أي التكوّر في زاوية سريري والغرق في الذكريات، والإختناق بأسئلة لا جواب لها إلا منك.
كأن أعواماً مضت، على هذا الغياب العابس، قلبي يكره المسافات المُرتديه لمعطف الغياب، يكره قلبي أن اتلمس بيدي مكانك ويكون بارداً خالياً منك، مرً شهرين وأيام، ممتلئةٌ بِك وخاليةً مني تماماً، كأنني أعيش بين حياة وحياة فيما بينهما، ك اللحظة التي تفصل بين شهقة الموت والحياة، الفاصلة بين حياة وأخرى، لكنها لحظات طويلة، عميقة مُزدحمة بكل شيء وب اللاشيء، اتحسس جسدي أجدُني ولا أجدُني، جسداً خالياً من الحياة، قلب ينبض، الجسد مُتكئ على طرف قلبي يُحملق فيه هازئاً ، متى ينتهي كل هذا التكور على النفس والإنكفاء على ذات مُرهقة به.
لم يمضي الكثير ولكنه كان كثيراً على قلبٍ ك قلبي، وعلى روح تواقةٌ للتحليق في راحتيك، ليس عبثاً تتدافع الذكريات كلما مررت بالقرب، ثمة حُباً مُتعلقٌ بي كطفل يتشبث بأمه خشية الضياع. هذا الذي أعيشه ليس لك يداً فيه، أنا التي من عامٍ وأكثر ويكتم هذا القلب وجودك فيه، لم يكن هناك طريقاً اسلكه، عيناك لم تكن تصلني أبداً، لم تراني هذه هي الحقيقة، وأنا التي رأيتك، حفظتك ونحتُك في قلبي معبداً ازوره كلما مررت بي ولم تلحظني، كل ما يحدث خطأي وحدي، الصمت قيدني وأبوابك موصدة ومازالت تُخبرني نوافذ قلبك أن لا مكان لي فانصرفي.
ما كان عليك أن تُدخلني بين غرف قلبك للحظة ثم تُخرجني منها للعراء دفعة واحدة، أكان صعباً عليك أن تُداري قلبي كطفلة حتى اعتادُ بُعدك، فتغيب بعدها؟ لم يكن صعباً عليك ذلك، لكن كيف لك أن تفعل وأنت لم تُدرك عصيان قلبي لعقلي وتشبثه بِك وحبه واستعداده للكثير من أجلك، وأنت الذي لم تفعل القليل لأجله، كيف لك أن تفعل وأنت الذي انعطفت عن طريق عاهدتني فيه للوصول إلي ولن تنحرف عنه ولن تتراجع ، وتراجعت عنه. كيف لقلب ك قلبك أن يشعر ما يحمله قلبٌ ك قلبي، سيّان هذا الذي اكتبه إن كتبته أم لم أكتبه، الأمر لا يعنيك.
اُذكِرك كعادتي، أنا أكتب لأتنفس ومعفيٌ أنت من كل ما يحدث لقلبي ولروحي، أنا أكتب لأنساك بأناقة تليق بصدقي وتليق بي، ساكرر دائماً أني لا أكتب إليك لأنك لا تعلم من انا ولا أين أنا ولا كيف عصفت بقلبي، لا تعلم ولن تعلم ولا احاول إيصال كل هذا الثقل من المشاعر إلى قلبك، لأنه مُمتلئ بسواي.
رحاب إسماعيل
الخامس والعشرون من تموز المُتقلّب بمناخه بين برودة الشتاء وقيض الصيف، ليس عبثاً إذاً أني مزاجيّة متطابقة في تقلّب المزاج مع شهر تموز بتقلّباته المُناخية، شهر تكوري في أحد بقاع هذه الحياة، بين قماش أبيض، أبكي مجيئي للحياة بكل ما أوتيت من قوة، ربما حينها كُنتُ أعلم أن قلبي سيتألم فوق طاقته. أنه سيجدُك ك أمنية اقسمتُ على السماء أن تكون، فكانت لأيامٍ واختفيت، كم سجدتُ داعية أن تكون نصفاً لا يتخلّى، نصفاً يُكمل حيزاً، نصفاً يتشبث ويتحرى الطرق المستقيمة والملتوية والمقطوعة والمليئة بالمتفجرات والموت التي توصلُ إليّ، يتحمل لأجليّ، أستحقُ أكثر من ذلك، قلبي صادق ك نبي، وشفافة، دافئة وطفلة، أبكي سريعاً وأضحك في مُنتصف البُكاء حين تلمس جنبات روحي بحنان فأهدأ وأعود لطفولتي معك.
في مُنعطف لم أكن أتوقعه، تركت يدي وحيدة، لم اتوه يومها بدونك،لأني اعتدتُ الاستناد عليّ كشجرة، شجرةتقف في منتصف الطرق، في الغابات بين شجرات كُثر ولا تنتظر دعم من أحد لتقف أو لتواجه ثلوج الشتاء وشمس الصيف، لم أتوه حينها لكني اضعتُ نفسي بنفسي قصداً، لم يكن الطريق بدونك شهيّ، والعودة للمنزل أي التكوّر في زاوية سريري والغرق في الذكريات، والإختناق بأسئلة لا جواب لها إلا منك.
كأن أعواماً مضت، على هذا الغياب العابس، قلبي يكره المسافات المُرتديه لمعطف الغياب، يكره قلبي أن اتلمس بيدي مكانك ويكون بارداً خالياً منك، مرً شهرين وأيام، ممتلئةٌ بِك وخاليةً مني تماماً، كأنني أعيش بين حياة وحياة فيما بينهما، ك اللحظة التي تفصل بين شهقة الموت والحياة، الفاصلة بين حياة وأخرى، لكنها لحظات طويلة، عميقة مُزدحمة بكل شيء وب اللاشيء، اتحسس جسدي أجدُني ولا أجدُني، جسداً خالياً من الحياة، قلب ينبض، الجسد مُتكئ على طرف قلبي يُحملق فيه هازئاً ، متى ينتهي كل هذا التكور على النفس والإنكفاء على ذات مُرهقة به.
لم يمضي الكثير ولكنه كان كثيراً على قلبٍ ك قلبي، وعلى روح تواقةٌ للتحليق في راحتيك، ليس عبثاً تتدافع الذكريات كلما مررت بالقرب، ثمة حُباً مُتعلقٌ بي كطفل يتشبث بأمه خشية الضياع. هذا الذي أعيشه ليس لك يداً فيه، أنا التي من عامٍ وأكثر ويكتم هذا القلب وجودك فيه، لم يكن هناك طريقاً اسلكه، عيناك لم تكن تصلني أبداً، لم تراني هذه هي الحقيقة، وأنا التي رأيتك، حفظتك ونحتُك في قلبي معبداً ازوره كلما مررت بي ولم تلحظني، كل ما يحدث خطأي وحدي، الصمت قيدني وأبوابك موصدة ومازالت تُخبرني نوافذ قلبك أن لا مكان لي فانصرفي.
ما كان عليك أن تُدخلني بين غرف قلبك للحظة ثم تُخرجني منها للعراء دفعة واحدة، أكان صعباً عليك أن تُداري قلبي كطفلة حتى اعتادُ بُعدك، فتغيب بعدها؟ لم يكن صعباً عليك ذلك، لكن كيف لك أن تفعل وأنت لم تُدرك عصيان قلبي لعقلي وتشبثه بِك وحبه واستعداده للكثير من أجلك، وأنت الذي لم تفعل القليل لأجله، كيف لك أن تفعل وأنت الذي انعطفت عن طريق عاهدتني فيه للوصول إلي ولن تنحرف عنه ولن تتراجع ، وتراجعت عنه. كيف لقلب ك قلبك أن يشعر ما يحمله قلبٌ ك قلبي، سيّان هذا الذي اكتبه إن كتبته أم لم أكتبه، الأمر لا يعنيك.
اُذكِرك كعادتي، أنا أكتب لأتنفس ومعفيٌ أنت من كل ما يحدث لقلبي ولروحي، أنا أكتب لأنساك بأناقة تليق بصدقي وتليق بي، ساكرر دائماً أني لا أكتب إليك لأنك لا تعلم من انا ولا أين أنا ولا كيف عصفت بقلبي، لا تعلم ولن تعلم ولا احاول إيصال كل هذا الثقل من المشاعر إلى قلبك، لأنه مُمتلئ بسواي.
رحاب إسماعيل
تعليقات
إرسال تعليق