هلّا تنفست؟
لو أني أستطيع فك قصتنا كالغرز الصوفية التي اُحيكها ، فاُخطئ وافكها لأعيدها بالشكل الملائم، أو تركها في المنتصف وأعود لها بعد أيام لأجدها كما هي، أو افكها ولا أكرر تجربتها، واضعها جانباً لأعود لها متى ما وجدتُ وقتاً شاغراً بين دوام مكتبي وآخر جامعي لأحيكها كما يجب.
إذاً أنا لن ابدأ، ماذا لو تبدأ هذه المرة أنت، خُذ ورقة وأكتب عليها حروف أربعة، وارسلها لي، أو أربع نقاط وضعها في مكتبي، فاجأ قلبي الصغير يوماً ما.
أتدري؟! لا داعي لتكتب، فقط اترك لعينيك فرصة الحديث من جديد، دعهما يُبصران بالبوح، لا تكتم حديثهما كما تفعل بقلبك عني. وحرّر ملامحك من الكبت ، دعها تتحدث بصمتها العالي عن كل ما فيك. فُك أزرار معطف صمتك، دع هواء البوح يتسلل إلى صدرك، لا تمنع الهواء عنك لأنك إن ظلّلت تكتم كل ما فيك كثيراً سيبدأ عفن الكبت يُشوه قلبك ونفسك، لا تترك للكبت طريقاً لقلبك، لا تدفنه بيديك مازلت تملك من الوقت الكثير لتتنفس ويتنفس قلبك وتُبصر عينيك ما يجب أن تراه، أطلق العنان لقلبك، لا تقف مكتوف اليدين وأنت الذي لا تعجز أمام الجميع، فلا تعجز أمام نفسك وتخذلها ففيك يقطن قلبي، أستخذُل قلبي وقلبك؟!
هلّا تنفست. هلّا تحرّكت، وخذلت الصمت بالبوح، والانتظار باللقاء، والخذلان بالوفاء، هلّا عُدتَ إليك أولاً ، لو فعلت ستجدُني، أما ضياعك المُستمر عنك وإتساع الفجوة بينك وبين قلبك فلن تجدك، ولن تجدني. وسيمر بِك العمر وحيداً وأنت تمثل أن الجميع حولك، وحيداً ستكون لأن قلبك عاري من الحب، وستشعر بالبرد كثيراً أكثر مما تتخيل، سيرتجف جسدك ولحافك الصوفي لن يقي قلبك البرد، ولا
من وعكاته المتلاحقة المُتكررة، ليس هناك دواءً يشفي القلب من عُريّه من الحُب.
ف هلّا تنفست ، هلّا فعلت!
تعليقات
إرسال تعليق