جوارب

اكره لمس الأشياء لقدماي أو يداي، انتعلُ الحذاء دائماً حتى في الرحلات وزيارتي الوحيدة لشط البحر، وفي المنزل ارتدي الجوارب، لم يحدث أن لمست قدماي الأرض عارية من قبل، المسافات البعيدة اكرهُها، حين اضطر للمشي كي لا يعلق التراب بقدمي أو بملابسي.
في المنزل لا اخلع عني الجوارب إلا قبل النوم ، حين اضع قدمي على السرير استعداداً للنوم.
الأمر ليس ترفُعاً، إنه يُشبه أن ألمس سطح زجاجي بأطراف أظافري فيُصدر ذاك الصوت المزعج الذي يقشعرُ له جسدي، يستفزني ذلك . وحاولت أن اتغلّب عليّ.
فاستيقظتُ في اللحظات الأخيرة للغسق، وماقبل انتشار الضوء على هذه البسيطة، وقتاً خالياً من الكائنات البشرية، وقررت تجربة المشي حافية والعبث بالتراب، لم يكن عليّ فعل ذلك، لأنه تطور إلى إصطكاك أسناني ببعضها وانتابتني قشعريرة عميقة لامست جسدي بعُنف. شعرتُ حينها بالغثيان، واستغرب علاقة الغثيان بتجربتي ، من حينها لم أحاول ثانية وتأقلمت عليّ كما أنا.

وأنت لن تتأقلم عليّ بتلك الصورة ، تفسيراتك المعلولة ستعكر صفو مزاجي، فأنت شرقي عنيد، أنفك في السماء، وتكذبُ كثيراً، أظنك ستُعلل تصرفاتي تلك لأصدقائك بأنها حالة مرضيّة وسيكبر الأمر وهو عاديٌ جداً،وذاك لا يستهويني ولن سنتهي الأمر على خير بيننا.  هذه التفاصيل الصغيرة التي تعتري حياتي لن تُعجبك، لذا اطمئن، أنا عودتُ نفسي على ألّا اعتادُ عليك، استعدادً لتنصُلك مني، قد كُنتَ آنيٌاً جداً، لحظاتك لا تتعدى الأيام التي يقضُمُ الغياب نصفها ، ونصفها الآخر ممتلئ بالتمثيل والتنصلات واللا شعور ممزوج باللامبالاة.

آه! نسيت أن أُخبرك أنك بارعٌ في التمثيل، متمرسٌ في ذلك حد إبهاري، كنت تكذب ببراعة وتؤدي دور الدافئ بشكل يجذب إنتباهي. لو أنك تستثمر ذلك في دور السينما والمسارح الشعبية لاشتريت لك سيارة خاصة بك، وفتحت لك حساباً بنكياً، وحافظت على من أحببت ولن تتعذر وقتها بالمال والظروف.
أوه، كلما تذكرتك تضج رأسي بالأسئلة  ولا يهزُني من غيابك إلا تذكر شفافيتي معك، كنت كالكتاب المفتوح، تركت لك حريّة تصفُحي ولم ينالني منك إلا الثقوب.

تعليقات

المشاركات الشائعة