العيد طفل
تزدحم الشوارع بالألوان وضحكات الأطفال، وبين فينة وأخرى يقف الضحك وتتأهب القلوب، مفرقعات وألعاب نارية، تباغت ضحكاتهم ، ينتشرون بعيداً ، ينحني الكثير، يسد البعض أذانهم بنصف إبتسامة مشاكسة، لتعود الضحكة بعدها إلى حيث ترسم للشمس مسارها، مسابقات، جنون وضحك في الشوارع لا يقف، العيد يعني أطفال مدينتي، العيد يعني أن تتلوّن الأزقة وتمتلئ المنازل بإبتسامة الأطفال وبراءتهم، العيد يعني أن لا تخلو يد طفل من حلوى، وتكتسي أجسادهم ملابس ملوّنة زاهية.
العيد طفل، ولنا أن نقول أن الأطفال همُ العيد، يرسمون للفرحة طريقاً في القلوب الممتلئة بالحزن/الفاقدة/المُتعبة/المهمومة/المُنتظرة وتلك التي تتعارك لتبتسم ويمنعها مانعٌ ما.
العيد مساحة أمان واسعة تحتوي الأطفال، لا عيد حيث يموت الأطفال، لا عيد حيث يغرق طفل في دمه على الأرصفة وفي البيوت المفخخة والصواريخ المحملة بالموت، لم يكن للعيد طعماً وصار بلا ملامح ولا مكان له حيث تفقد أم طفلها في ليلة عيد، تفقد الحياة، وتدفن ملابس عيده بجانبه وتموت الألوان في عينيها. هي تُرخي التُراب على طفلها وتدفن معه العيد ، لن يزورها عيد بعد تلك اللحظة المُفجعة.
مُنذ عامين والحزن مُتطرف في وطني، مُتطرفٌ / مُباغت/ قاسي/ عميق ويتلبسنا طويلاً ومريراً، ولا يحمل الحزن هذه الصفات إلا حين يكون في هيئة الموت.
العيد كان بالونات بيد طفل يضحك دون طائرة تُداهم طمأنينة نفسه، مازال العيد متمثل في طفل- آمن، سعيد يضحك اطمئنانا وسلاماً- إلى أن يتحرر وطني من أصابع الشياطين المسلحين والديدان المتناثرة في شتى بقاع الوطن.
للعيد ميعادٌ لن يخلف موعده معنا، سيكون عيداً خالياً من طفل سابح في دمه، ومن أم فاقدة لطفلها، سيأتي العيد يوماً خالياً من الحزن.
تعليقات
إرسال تعليق