غيابٌ مُريح

حسناً هذه أنا مجددا، سيلين.

إنها السابعة صباحاً، أول أيام عيد الفطر، هنا، السماء مُلبدة بالغيوم، كان الهدوء يعمُ المكان ، وفجأة صوت انفجار هز الأرجاء، أكانت ألعاب نارية أم أحد الحيوانات المتأسلمة فجرت نفسها بين جمع وأخذت من الأبرياء الكثير؟! لستُ أدري! ولن أحاول معرفة الحقيقة، قد تشبعتُ تماماً من الحقائق المُوجعة.

عاد الهدوء ثانيةً، ورغم محاولتي لتجاهل كل الأخبار الحزينة محاولة مني للشروع في سعادة العيد إلا أني قرأتُ خبراً في الفيسبوك قبل ساعة من الآن أن مفخخاً حقيراً فجّر نفسه في أحد مناطق مدينة عدن - عدن القلب والنبض- راح إثره الكثير من الأرواح التي كانت ترتدي ثياب العيد ! فعدتُ أدراجي احملق في سقف غرفتي تاركةً الفيسبوك وكل اخباره البائسة والدم المسفوح فيه، أصابعي تغرق في الدم كلما تصفحت مواقع التواصل الإجتماعي، وروحي تفقد اريجها وتذبل كوردة كلما رأت عيني صور الموت والدمار، لذا الأفضل أن ابتعد واترك ذلك البؤس لمن له قلب يتحمل.
نسيت أن أُخبرك، رأيتك البارحة في منامي، كنت بعيداً كبالون في الأفق، لكن عيني لم تُخطئ في معرفتك، وقلبي تسارع نبضه فكان دليلاً كافياً أنك أنت، لكن ثمة حزنٌ في عينيك، ما كان يجب أن تأتيني حتى في حلمي حزيناً، ألا تعلم أني في معركة ضد الحزن، وسيفي متأهب دوماً، تعلم ذلك لكنك لم تكن كعادتك مُبتسم إبتسامتك تلك التي تصطنعها لتُخفي ما يُنغص عليك حياتك، على غير عادتك استسلمت للحزن.
شعرتُ بالعجز لأن يداي لم تصل إليك، حاولت احتضان يديك لربما منحتك طاقة إيجابية فتبتسم لكني لم استطع الوصول إليك، كُنت بعيداً أكثر مما يجب، وكنتُ مُرهقة بِك أثقل من كل حقيقة، لذا يداي لم تصلك، وأنت اختفيت حزيناً دون أن اجعلك تضحك كما اعتدت أن افعل حينما تكون في القرب.
لماذا؟ أخبرني لماذا تُثقلني بك حلماً وواقعاً؟ لماذا تزورني إن لم تكن مستعداً لإشعال شمعة أمل، أو تزرع نبتة صدق، أو تفتح فتحة في جدار قلبي للنور وتسد ثقب غيابك؟!
استيقظتُ ورأسي مُثقلة بالأسئلة،  وهاتفي خالياً من رسائلك، لاشيء يُؤكد لي أنك حقيقة، فقمتُ لصباحي ممتلئة بالذكريات أعدُ كوب قهوتي خالية من السكر كهاتفي الخالي منك، ارتشفُها مُسافرة في عالم خالٍ منك وابتسم. لو كنتَ حقيقةً لرُبما ما كنتُ ابتسمت بتاتاً ، فثمة غيابٌ مُريح.

تعليقات

المشاركات الشائعة