وطن

بقعة من الأرض أنتمي إليها، وليست هي من تنتمي إليّ لهذا يحنُّ لها الدم حين يُغادرها، يشتاق، يُصبح القلب هشاً جداً كلما ذكرها الذاكرون، وتغنّى بها الشعراء، تتسع للمخلصين الطيبين من أبنائها، بل وحتى للمتطرفين القاتلين، حنونة كأم، جبالها، بحرها ،هضابها، سهولها ووديانها جنة بسلامها، لا يطمئن القلب إلا فيها، ويصير الدمُ نار حين يتطاول أحدهم عليها، فنستميت في الدفاع عنها وذكِّر محاسنها، هذه البقعة المُقدسة من الأرض تُسمى وطن.
الوطن يا سادة، حيث يكون الإنسان بخير، يعمهُ السلام قلباً وروحاً وجسدا، الوطن حيث نشعر بالأمان على أرواحنا، حيث ينمو الإبداع، ويُزهر العمر إنجاز.
الوطن حيث نجد حقوقنا مُصانة، وللروح ثمن أغلى من كل شيء، في الوطن متسعاً من الحوار، والتعايش والتسامح، في الوطن حيث لا يُرفع سلاح في وجه طفل ولا امرأة ولا شيخ طاعن السن، ولا طفل يُجند ويدفع طفولته ثمن اللاوطن ولأجل الطغاة.
الوطن يا سادة، بقعة من الأرض ألقي عليها بجسدي دون خوف من أي اعتداء.
الوطن بقعة من الأرض نجدُنا فيها "إنسان مُقدس" لا يلعب بحياته قلّة مُتحيّزة ولا مُتطرفة، تأمر وتنهي في حياتنا كيف شاءت.
الوطن مساحة تتسعُ ليّ، ولمن أحب، ولأحلامي وطموحي، لطفلي المُنتظر، وحبيب في الخيال قابع، وأصدقائي ، وكل ما أهوى وأعشق، الوطن يتسع لي ولك وللجميع، وليس لأحدِنا دون الآخر.

تعليقات

المشاركات الشائعة