أشدُ قلقاً من بانكي مون

يُقلقُني صوتُ الطائرات، أخافُ فقدان من أحب، أما عن فُقداني لنفسي، فهذا لا اعدهُ فقدان لن تقف الحياة ولن يبتأس أحدٌ عليّ وهذا يُقلقُني كثيراً.

يُقلقني حجم التلاعب بمستقبل شعب بأكمله، كأن الأمر لُعبة بولينج، تُقذف الكرة بقوة لتُسقِط في طريقها للعبور الكثير وربما الكل، هكذا هم المتعاركون، مُنحطون، قذرون جداً لا يهمهم أمر الوطن ولا أرواح الشعب.

يُقلقُني مرور الأيام مُسرعة آخذةً في طريقها عمري، الكثير من الأشياء الجميلة والكثير من التائهون الذين يعبرون الأيام غير عابئين بمرارة أن تمر بعادية فوق الإحتمال.

يُقلقُني غياب الأصدقاء الذين لا تكتمل الحياة إلا بهم، يراودني الخوف حيال فقدانهم، اتسائل، كيف ستغدو الحياة، كيف سأضحك ملئ قلبي وعلى من ساتكئ حين تمتلئ عيناي بالدموع والصدر بالحكايا المُؤرِقة؟

أكثر من ذلك، يُقلقُني سيطرة الكذب على العلاقات والأسوء حين تكذب العيون، تلك طامة.

يبدو أنه سيتم تعييني ك " أمينة للأمم المُتحدة" لفرط قلقي المُتزايد حيال كل شيء، وحيال فقدانك للأبد، وأن ما نمرّ بِه هو ختاماً لكل شيء.
ألا يجدُر بهم أن يلتفتوا إليّ قليلاً ويضعوا حداً لبانكي مون ويتم إختياري بديلاً عنه، سأكون بارعة في إعرابي عن قلقي حيال الأمور التي تحدث، متمرّسة في القلق ولدي خبرة قلقيّة كافية لأكون أمينة أمم مُتحدة لائقة بالقلق. أظنني أكثر قلقاً منه وهذا كافي.

أما أنت، لا يُفزعك قلقي ،ولا يُقلقك شيء، كأنك تقبعُ في مكان آخر، رغم أنك تسكن ذات الرقعة التي اسكن فيها، وذات المدينة، ومع ذلك أنت كالرجل الأخضر لا يُقلقك شيء ولا يعيّقك أحد في كل الأمور عدا ما يخص وجودي، اعاقتك العادات والتقاليد والحكايا الزائفة، وجدتها مناسبة جداً لإعاقتك للوصول إليّ، ولم يُقلقك غيابي!

عقبة هشة وجدتها فتوقفت أمامها وتراجعت وتركتني دونك، كان ذلك جديراً بجُبنِك، وأنا التي أعربتُ عن قلقي حيال جبنك منذُ الوهلة الأولى لوجودك في حياتي وقلبي لم يُعرّ عقلي أي إهتمام حيال قلقه، تماماً كما فعلت.

قلقي المُتزايد لم يلفت نظر الصحافة والإعلام رغم تزايده المستمر، يبدو أني أقف في القسم المُظلم من العالم حيث لا يُعير أحد إهتمامه حول قلق أحد، لذا قلقي لن يُقلقك بتاتاً.