نصف صورة
اغمض عين، وافتح الأخرى،نعم، حاول أن تفعل.
أطلّ المُدة إن استطعت .
هل تراني؟ كيف تشعُر وأنت مـُغمض لعينٍ وتُجبِرُ نفسك على النظر بواحدة؟
لا شك تشعُر أن شيئاً يُمسك بأعصابك، مانعاً عنك الراحة، تشعُر أن الأشياء غير مُكتملة، شيئاً ينقُص الصورة لتبدو كما اعتدت، لا تشعر بالإرتياح، تنتظر متى سأطلُبَ مِنك فتحها لتتنفس الصُعداء.
آه! حسناً، هيا افتح عينيك الآن، تراني واضحة، مُكتملة الصورة، وهذه الإبتسامة على شفتيك تُعبِرُ عن الإرتياح. مُريح جداً أمن ترى بعينيك، وعين قلبك دون أن تمنع نفسك أو يمنعك شيئاً ما من ذلك.
تتسائل لماذا طلبت منك أن تفعل ذلك، سأخبرُك ، لن اتركك تتسائل كما تتركني دائماً مُستمتعاً بحيرتي.
تلك حالة تعتريني في أوج سعادتي وظني أني تجاوزتك، فجأة تنتصف الصورة في عيني، قلبي ينبض نصف نبض، حين أجدُك مع الجميع إلا قلبي وأنا، نقفُ جنباً إلى جنب نسخر من عبث الحياة وعبثيتك، احاولُ أن أغلق عين قلبي عنك فأرى الصورة منصوفة، أنت لا تكتمل، لا أستطيعُ إلا الاستسلام لذلك، لو تكتمل في عيني لا أظن أني سأكون على ما يُرام بدونك، فالصورة المنصوفة والحكايا التي ابترُها بإنسحابي من حيث تكون، وصوتك البعيد الساكن في رأسي، وضحكتك التي لا تُبقي على شيء فيّ، وعيناك الضائعتان عن ناظري، ذلك أجمع يضعُني في رف بعيد عنك، لا يصلك، ولا تصله، تنطفئ المشاعر على مهل، هكذا أحببتُ أن أضعك في الصورة المنصوفة كي لا تكتمل في عيني ولا يُطالبني قلبي بِك.
تعليقات
إرسال تعليق