ق ل ق

يُقلقني كل شيء، نعم، يُقلقني حجم الحزن الكابت على روح مدينتي، الخِلافات المستمرة، الحقد المستشري في نفوس الناس، تدهور أمر الأحزاب وعقلية السياسيين، وموت ضمير حُكامنا.

يُقلقني نفاق الناس، ضحكهم أمامك وحديثهم الكاذب البغيض من خلفك، لا يهمني هذا، لكن هذا بحد ذاته يجعل من الحياة صفيحة حديد صدئة.

يُقلقني أكوام النفايات في أطراف الحارات، وعلى أرصفة الشوارع، ومنتصفها دون أن يشعر أحد من شكلها بالخزي، ولا يُحرِك ذلك بداخلهم نوعاً من الشعور بالذنب والميل للتغير نحو الأفضل!

تقلقني حكايا الحـب المنصوفة، ثقل الخذلان في القلوب وحالات الإكتئاب المُتربعة على قلوب الكثير، وآثار ذلك على الناس ومستقبل الوطن، لن يُنجز من يأكلهُ الإكتئاب ما يعني أن لا وطن سيزدهر ولا مجتمع سيتطور، مُرتبطٌ ذلك بالكذب بشكلٍ من الأشكال، مؤمنة بذلك.

يُقلقني مرور الأيام عليّ دون أن احقق شيء مما أريد، كماك مثلاً، حين تمر الأيام دونك أشعر بها باهتة ، غامقة، لا طعم لها ولا لون ، ولكني أحاول تلوينها كطفلة تعلمت مؤخراً كيف تلّون دون أن تخرج عن خطوط الرسمة.

الكثير الكثير يُقلقني، وأحزنني بشدة،وتدافعت معه الدموع  ما حدث اليوم في سوبر ماركت كنتُ فيه، حين سمعت ميكرفون الأمن يُهدد أحدهم بإخراج الشوكولا من جيب بنطاله ولا يضطرهم لإحراجه، لم أكن قوية بما يكفي لاشتريها له، ليس لأني خائفة وإنما لأني لم أعرفه، شعرتُ بغصة تنتفخ في حلقي وتُسكتني تماماً.

هنا، في هذه البُقعة الغير واضحة ، الغير آمنة من الكون أكادُ أختنق، نعم، أكادُ أختنق بكل شيء.

تعليقات

المشاركات الشائعة