نسكافيه

أحب النسكافيه بارداً، وأُحبذهُ بقطع الثلج أيضاً مغموراً بكريمة الشوكولا الباردة، ولا اتوقف عن تناوله حتى في أيام الشتاء، كثيراً ما اتناوله ويرتعش جسدي برداً، يروقني ذلك كثيراً في حين أن ذلك يُزعجك، تستغرب وتُنكر عليّ مزاجي الغريب تجاه الآشياء من حولي. ترفع حاجبيك، متمتماً على أي حديث مني ب"أه!"

ذلك كان أحد الأسباب التي تعذرت بها وافترقنا، سبباً تافهاً جداً، لا أحب أن يستغرب أحد من مزاجي وحبي للأشياء بالدرجة المستفزة التي كنت تُظهرها أمامي وتنطق ملامحك بما لا أحب سماعه.

للتو تذكرت كم كنت تُلقي على قلبي حملك الثقيل وعلاقاتك الغريبة، ومواقفك المُضحكة المجنونة، وكثيرها يستفز غيرتي واصمت برحابة صدر، ك أم تستمع لأخطاء طفلها في حالة هذيانه وتصمت حفاظاً على مساحة البوح بينهما، وتسائلت ، لماذا لم اتحامل عليك كما تفعل حين يعصيني قلبي ويتوه في حبك ويغرقك بالسؤال والاهتمام لتُجازيه بالصد والردود القاسية؟!

قررتُ أن اتحامل عليك، ولكني لم أستطيع وجدتني انتظرك حين عدت، كأنك لم تقترف في حق قلبي أي ذنب، ولكني الآن أكثر حيرة من قبل، والأسئلة تتكاثر وأنا اتجاهلها بكل ما أوتيت من استغباء وبلاهة. هناك فجوة بين قلبك وعقلك، بين أحاديثك وأفعالك تتسعُ عميقاً ، تكادُ تبتلعني وأنا أقف أنتظرك بصمود.

لاشيء يمدُني بالقوة ويعدل مزاجي لأصبر على مراهقتك المتأخرة سوى كوب نسكافيه بقطع الثلج، أغرقُ فيه، وانسى كثيراً من الأسئلة التي كانت تُسبب ليّ صداع لا ينفكُ عني، أليس جديراً بك أن تُحب النسكافيه بارداً؟ أم مازلت   تعقد حاجبيك كلما تذكرته؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة