الشوكولا وأنت

كثيراً ما اتعثر في تفاصيل يومي الذي يكاد يكون نسخة مُكررة، روتينية من الأيام السابقة والتي اقاتل بكامل قوتي أن لا تكون الأيام القادمة نسخة أيضاً مكررة من كل هذا الروتين الممل، ومن حوم الطائرات والإنفجارات المفاجئة المُرعبة والعبث في طموحنا بأيدي مُتسخة نتنه.

أوه، عزيزي اسهبتُ في المقدمة، اليوم هو الرابع من تشرين الثاني، مرّ ثلاثون يوماً ولم أكتب فيها شيئاً، رغم أني كدتُ أن افقدني في ذكرى عابرة، سطت على قلبي وقيدتني، كان ذلك مرتبطاً بفقداني علبة الشوكلا بجوز الهند التي اعشقها، تركتها خلفي في أحد الحافلات حال عودتي للمنزل. حزنت وكأني فقدتُ طفلي، هذا ليس لأني لا أستطيع شراء أخرى بقدر ما كانت تشكل لي حزناً سألتهمه وامضغه وابتلعه، بدا لي الأمر جنونياً لكنه اقتلع جزءً كبيراً من حزني وتلاشى دون مجهود جبار. ضاعت عليّ فرصة الخلاص من باقي حزن يقطن في قلبي.

أتدري، الأصدقاء كالشوكلا أيضاً، كثيراً ما يتدخلون في مستويات السعادة ويحفزون الجسم للحياة أكثر، البارحة التقيت صديقتي"هالة القمر". مازالت هالته وإن بهُت جمالها مع غياب من اعتادت وانفراط عقد أحلامها من بين يديها في وطن لا يعترف بحقوق مواطنيه. كان لقاءً خفيفاً، لطيفاً بما يكفي لجعلي أكثر إقبالاً للحياة، والشوكلا مازلت اهتم بها كثيراً ومكنتُها من كل جوارحي وقلبي، لأني ببساطة ما عدتُ أجدُ لك مكاناً حزيناً في نفسي لتقطنه، أنا كومة أحلام وسعادة وطموح وهذا لا يتناسب إطلاقاً مع غيابك وعدم أهليّتك لامتلاك جزءً من قلبي الهش، أخافُ عليه منك، لذا استبدلتك بقطع الشوكلا وبأصدقائي القُدامى.  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة