هذيان(9)

لم أتناول من قبل حبوب مُخدرة، ولم اتعاطى منوّم كما لم أحاول تجربة السيجارة أو أنواع أخرى تندرج بأسماء مُختلفة ولها ذات التأثير، هذا ليس لأني مثالية وبغض النظر عن حُبي للمثالية، ولكن الأمر مُعتمد على التنشئة والأصدقاء الذين رافقتهم منذ نعومة أظافري حتى اللحظة.
هذا يُشبه وجودك في أيام مضت من حياتي، الحياة وضعتني في مكانٍ واحد معك، وكنت تملك شيئاً يجذبني إليك أُفضِل أن لا ابوح به، وتجاهلي الطويل لك كان حلقة وصل من نوع اجهله، مواجهات دائمة، صمت وقلب يتجاهل الكثير في محاولة منه للنجاة من دوامة لف ودوران لن تنتهي معك، هذا أجمع كانت أسباب جعلتني احشرك في أيامي في حين أنك لم تحاول للحظة أن تُظهر قبولك التام لهذا الإنجذاب الفاشل، في ااطرف الآخر أراني أتأمل هذا العبث بعين بصيرة، لو لم أكن هناك ولم تكن هناك ما كنت لأتعاطاك كما أني لم أكن لأدسك في أحد جيوب معطفي كي لا يراك أحد.
كل ما في الأمر ظروف سهّلت منك لتُصبح في متناول يدي، كالظروف التي صعّبت عليّ تقبُل السيجارة أو حبوب المخدرات والمنوّم وما إلى ذلك. هذا نوع من الصدام اللذيذ الذي اختبرته في حياتي ولذته آلمتني قليلاً، ففضلت ألا يتكرر ذلك ببساطة.