هوس

يستهويني معرفة أنواع السيارات، وأُميّزهم من إحدى جوانبهم دون حاجة لئن أراها كاملة، موديلاتها وأعوام التحديث، وقد يدفعُني جنوني بأحد السيارات لأبحث عن شركتها المُصنعة وتاريخ التأسيس ونِقاط التحوّل فيها وقد يكون نقل مقرّها من عاصمةٍ لأخرى، على سبيل المثال، "chersler" سيارة أمريكية الصنع، أسست الشركة في عام 1925 في مدينة ميتشجن، وتم تسجيلها رسمياً في لندن لأغراض ضريبية.
لا يستوقفني شيء في الشوارع عدا السيارات ومدى فخامة تصميمها، قد لا يستوقفني حادث بقدر ما تفعله بعض السيارات وجمالها وسيطرتها على كامل وعيي وأنفاسي للحظات طويلة حتى تختفي عن ناظري. وهذا ما يضعني كثيراً في مواقف لا أُحسد عليها، ومالكي تلك السيارات المُغرية يتبادر لذهنهم شيئاً مختلف تماماً عن الذي يعتريني لحظتها تجاه السيارة وليس صاحبها. أوه!! هذا يُزعجني حقيقةً، وأحياناً يُفسد عليّ تلك المُتعة والسعادة التي تعتريني كلما شاهدت سيارة تستطيع أن تُدهشني بكل تلك القوة.

عزيزي، هذا يُغضبك كثيراً، وأكثر منه قد حذرتني من أن لا أطيل النظر في السيارات كي لا يُساء فهمي، وأنا بقدر إستطاعتي أحاول وليس على العفوية عتب، فلا تلومني بعد اليوم مُجدداً، دعني أستمتع بالنظر لما أعشق ولا يهمني ما يفهمه الآخرون فهذا غلطهم وليس بغلطي.

نسيت أن أخبرك أني منذ أيام فقدت حاسة الشم وللتو استعدتُها حين داعب أريج زهرة النرجس شُعبي الهوائية حال دخولي لغرفتي المُقدسة، جلبها لي أبي، في أولى أيام مرضي، يعرفُ أبي كيف يكون موجوداً في الأوقات التي أحتاج الشعور بذلك، وعن ذكرك اطمئن، في الواقع مشغولةً جداً عن كل ما قد يُذكرني بِك، أنا أُحضِر لما هو أهم من ذكرياتك الهشة الكاذبة، و ستُنسى كأنك لم تكن.

تعليقات

المشاركات الشائعة