ا ل ك ت ا ب ة

الكتابة حالة مُلازمة للنفس، بها يتنفس الكاتب ، يسافر، يُرافق الكُتاب حرفاً متواضعاُ، بها يستنشق ورود الكلمات حين تُزهر بعد عاماً على رفوف المكتبة.
لا يكتب إلا حزيناً شطرهُ الحزن لنصفين، نصف يكتب ونصف يبكي ويسقي الحروف لتصبح خصبة فتُنجب فرحاً ذات بوح.

الحزن حبر الكتابة، السعداء لا يكتبون بحجم الحزانى، أكاد لا أصدق أن كاتباً يكون سعيداً ويكتب بحالة مزاجية سعيدة ويُنتج نتاجاً مُؤثراً مُقارنة بحاله حين يحزن فيكتب ويكتب ويكتب ويبكي حروفاً تلتصق بالذاكرة.

الكتابة عالمٌ يُشبه أن تكون على ضفة حروف تنتقي منها ما يكون على حجم فكرتك/إحساسك/تعاستك وثقوبك التي تتسع يوماً بعد يوم إلى أن يأتي الموت فيجدك مجرد ثقب ، قد تلتهم الموت حينها لا هو يلتهمك. أما ان تكتب بحجم حبك فهذا ثقباً آخر تسببه في قلبك مُتجاهلاً هول اتساعه بمرور الأيام عليك، لا تدرك إتساعه إلا حين تبدأ بالبكاء من أتفه المواقف ممن أحببت، فتتساقط الدموع في ثقبك مُحدثة صوتاً مُخيف.

أن تكتب يعني أنك تتسع للحب/ للضحك كالأطفال/للحكايا الحزينة الدفينة/ للتعاسة/ للحزن/ للبكاء/ للنمو كزهرة/للسعادة بأبسط الأشياء/ للإندهاش كطفل عند كل ما يراه جديداً على عيناهُ الصغيرة وقلبه الجميل/ للنزيف كوطن/ للصراخ / أن تكتب يعني أنك حيٌ وتتألم، يعني أنك إنسان.
أرى في الكتابة حياة توازي التي أجدها في القراءة وفي السفر والإلتقاء بغرباء يحترمون إنسانيتي قبل ديانتي وشكلي.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة