هذيان(12)
ليس عبثاً ننتظر، هذا الحدس لا يكذب، شيء فينا مازال نقيٌ جداًوصادق، يُشبه القلب كثيراً حين يجتاحنا حباً لا طرف له ولا جناحان. هذا الذي يقينا الصدمات القوية والإنتظارات التي تأتي باللاشيء. الحدس حاجز بين القلب والوجع، علينا فقط محاولة ترك مساحة تكفيه ليتنفس ويجعل منا أشخاصاً قادرين على الحياة بشكلٍ أفضل.
كان قلبي دليلي، عيناك حينها كذبت كذبة صدقتها نفسي وقلبي نفاها! لم تكن مضطراً للغش والكذب وصفات لا تليق بك من منظور قلبي، رسمتك أكثر جمالاً مما أنت عليه، أكثر شجاعة ومروءة ورجولة، هذا الأخيرة بحرٌ من معاني، الدفء/الصدق/المسؤولية تجاه المشاعر/ الحنان/ التفاهم وفيها أيضاً أن تصبح جداراً تستطيع حبيبتك أن تستند عليه لو أثقلت الحياةُ عليها، أو ربما فيها أيضاً أن تُصبح بحراً يسمع هذيان نصفه الآخر دون أن يُقيّمها من خلال هذيانها أو يُطلق أحكاماً أو تفسيرات مُقيتة. ذاك نادراً جدا حدوثه،ً أعتقد أن ثمة خلل في نفوس الكثير لأن هذا الحكايا الكثيرة التي تنتهي بألم بين طرفين ظنّا أنهما وقعا في حبٍ حقيقي ليست جميلة، لا ينتهي الحب بالألم له نهايات أخرى جميلة ومُحفزة. اتسائل ماذا لو أننا استطعنا حُب انفسنا أولاً كما يجب ليظهر هذا الحب في افعالنا وتصبح حياتنا حب في حب.
أوه! الآن بلا شك قد شعرت بالملل وأنت تقرأ هذا يا عزيزي، وقلت كلمتك الشهيرة "فيلسوفة" ، لا بأس ما رأيك أن تُغمض عينيك وتتذكر آخر حديث لنا، حديثاً عابراً كأنه بين عابر سبيل وأخرى تحاول دلّهُ على الطريق وأنت غادرتها دون أن تحاول سماع باقي حديثها ولم تحاول حتى جلب زهرةً أخرى بدل التي دهستها حال مغادرتك، اعماك كبريائك وخوفك في آن.
حسناً، أعتقد أنك لم تتذكر ما حدث حينها ولن تتذكر الكثير من العبث في رأسك وأنا أيضاً غادرتك، المشاعر لا يُفرط بها والوقت إن لم أستغله بالشكل اللازم والكامل لن استفيد شيئاً من عمري الباقي. وأنت ستأتيك الأيام بمثلما فعلت أتظن أن الرب ينسى أو يتغاضى عن حقوق القلوب ووجعها!
أيها البعيد العنيد الذي لم ألتقيك ولن، ما رأيك لو نغمض عينينا ونلتقي لحظة، قد يحدث أمراً ونغدو حقيقة. ما رأيك؟
تعليقات
إرسال تعليق