ضفاف قلبه

كم عاماً وقفتُ على ضفاف قلبه انتظر قارباً ينقلني من ضفة اللاشيء إلى ضفة شيء أساسياً لا يستغنى عنه.

هكذا كانت تتحدث وتدمع عينيها، ثمة ما يقف عائقاً أمام وضوح صوتها، تحشرج صوتها عميقاً، ليس لأنها كانت تمنع الدموع وإنما لأنها كانت تُسابق دموعها.

كانت تُحدثني وأنا احدث نفسي"ليس ضعفاً منها أن تبكي، قمة القوة أن تبكي مُعترفةً بأن شيئاً غامقاً يُعكر صفو سمائك فتبكين في محاولة منك للتخفيف عن وطأة ما تشعرين بثقله على نفسك.

 
الحياة يا عزيزتي إن لم تقفي فيها مُتمسكة بك بكل ما أوتيتي من قوة لا تتوقعي حينها أن تجدي جداراً تستندي عليه، وإن اعتقدتي أن الأهل أو الأصدقاء ومن تعدينهم أحباباً قد يُساندونك بالطريقة التي تفكرين بها والتي تُريدي، فاسقطي من الآن ولا تبني توقعات هشة كالبالون الجميل من الخارج الفارغ من الداخل. هذه ليست قسوة  إنما حقيقة، نحاول دائماً أن لا نكشفها أمام قلوبنا، وكثيراً ما نتجاهلها ونُدير ظهرنا لها لأننا ببساطة لا نريد أن نتألم من طرف اعتدناه في حياتنا ملجأ يتمثل في منزل دافئ وهيبة ليس لنا يد في صنعها كيد العادات والتقاليد والتنشئة منذ نعومة أظافرنا.

 

حسناً، ما مدى الضعف الذي يعتريكِ حين تُدركي أنك قادرة أن تتمسكي بطرف ليس قادراً على فعل شيء لأجلك بحكم العادات والتقاليد! هذا عجز وأكثر منه وجع عميق يتمثل في خذلان الحياة لصدقك. ومع ذلك لا يعني أن تستسلمي أمام رياح هوجاء عرّت قلبك للحظة. ثمة أمور نجهل تماماً لماذا حدثت لتأتي أيام تحمل لنا إجابات كل الاسئلة المُعلقة دون أن نخسر في ذلك شيء.

كانت تتحدث وعيناها تُمطر، وكلما ذرفت دموع زادت نفسها صفاءً. نحن كثيراً ما يجب أن نسمع أكثر بكثير مما نتحدث، في الصمت وقاية من الاعتياد.

 أما هي فقد فقدت نفسها في قلبه فضفتا قلبه لاشيء وليس هناك ما هو شيء في قلبه،مازال صدى صوتها يتردد على مسمعي حين قالت:" كم عاماً وقفتُ على ضفاف قلبه انتظر قارباً ينقلني من ضفة اللاشيء إلى ضفة شيء أساسياً لا يستغنى عنه"

اتسائل: كم كانت تراهُ رجلاً؟! وكم كان مؤلماً ما انتظرته ولم يأتي؟!

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة