عتمة
الأول من نيسان، أنباء عن تقدُم المقاومة من مدينة القلب"صنعاء"، كان ذلك يُقلقني في بدء الأمر وحين اشتدت الأحداث وتداخلت وانفرط العقد من يد الجميع، أصبحتُ الآن أكثر قدرة على التجاهل واللامبالاة في محاولة جادة مني للوصول إلى حالة بلادة تامة حول هذه الأمور السياسية المُعتمة التي لا نهاية لها وبدايتها ليست واضحة ولا مُقنعة.
هنا في هذا المُسمى وطن، نكبُر في اليوم عام، ليس بيدي الأمر، قلبي يشيب كلما رأى فقراء ومساكين وجائعين ولا املك لهم سوى دمعة لا تُسمن ولا تُغني من جوع وقلب يشيب ومزاج ينقلب رأساً على عقب، زد على الفقر جهل يقتات الأغلب على مهل.
لا تنعتني بالمتشائمة هذه أمور لا مجال فيها للتشائم هي بحد ذاتها بؤرة حزن وهم لا يتوقف، أحبُ هذا المُسمى وطن، ويؤلمني حاله ومن فيه كأني أنا المُتضررة، أوه تعرف قلبي جيداً ونفسي التواقة لوطن خالٍ من كومة تلك المهلكات، ومحاولات البرود- الذي يجب أن اتقنّع به حول تلك الأمور- جميعها فاشلة.
لا بأس، قد يتغيّر الحال يوماً وإلى حينها قلبي مجبول بحب هذا المسمى وطن ولا قدرة لي على تجاهل كل ما يدور فيه.
مرّ آذار ولم يمنحني شيئاً مما توقعت، هذا الشهر لا انتظر فيه شيئاً، ساعتاد ما أنا عليه وكفى مجهوداً ذهنياً ونفسياً ومحاولات لترك مكان ليس لي سواه مؤقتاً.
حسناً، تتذكر جيداً حين أخبرتني أنك عالقٌ في حبك لي ولا طريق يأتي بي إليك ولا يأتي بِك إلي، ها أنا الآن في نفس الحال لكن الفرق أني عالقةٌ في مكان وليس في حب شخص ما. تتوالى الأحداث كدتُ انسى أنك هنا، وأن يوماً تركت فرص لأجل قلبي، اليوم اتذكر الأيام كأنني للتو عشتها، بعض التفاصيل يَّ نبض أخطر من مواد سامة قد تؤدي بنا للهلاك.
لا طريق عودة، وليس هناك زر حذف للذكريات ولا لإعادة اللقطة، ليس هناك متسعاً للحزن لأنه فقط يُجمد الأيام في نفسك وهماً والحقيقة مخالفة تماماً إذ أن الأيام تمضي غير آبهه بحزنك ولا بألمك، لذا تجلد بالقوة وقاوم كل حزن قد يمسّ قلبك.
تعليقات
إرسال تعليق