زهرة
الخامس من أيار، لم يكن الأمر يحتاج لكل هذه الأيام الضائعة لأتخذ قرارا ب "كفى" قد تأخرتُ كثيراً كما لا ينبغي أن أفعل لكن ثمة ما كان يوقفني في كل مرة، صوتك/عينيك/بوحك أو يديك، وأنا التي دائماً أترك كل شيء لأجل قلبي، هذا القلب الماء، الذي لم أستطيع ولا في مرة الإمساك به، حين كان يقبض عليّ بكل ما فيّ، وكثيراً ما كان يوقف حياتي بأكملها ويؤجج الحزن ويُراكمه في لحظة كنت أظنها سعادة لأجدها مأتم.
القلب يُشبه البحر، واسع جداً بقدرة تحمله، أن يكتم/يُحب/يُعطي/ينتظر/ يجعل الأشياء جميلة وتارة يحرق كل شيء في لحظة فقدان أو خيبة، كما أنه يُشبه عجلة القيادة، إن لم نمسك بها جيداً وفي الإتجاه الصحيح تسببنا في حوادث وكنا نحن أكثر الناس تضرراً من ذلك.
الهدوء الآن يملئ المكان، قلبي مُتكئ على رجائي بالله، ونفسي تواقة للحرية، التي بها لا انتظر شيئاً ولا أي شيء ولا أي شخص، هذه الحرية التي تدفعنا دائماً للأمام، لا نتعب ولا نبكي من الانتظار أو الخيبة، ثمة ما نفقده في علاقاتنا بالأهل والأصدقاء ومن نحب، إنه التقبل، احتضانهم بكل ما فيهم دون إحتياج لئن ننعت شيء أو نجعله عائق أمام إكمال حياتنا معهم دون منغصات.
بين أن نبقى معاً ونترك حلم صغير لم يولد من رحم حبنا، كان هناك سيل من محاولات، قد كان يجدر بنا أن نكون معاً الآن لولا الاستسلام الباد في الحديث منذ الوهلة الأولى لولادة هذا النبض، وأنا الممتلئة بك كما لو أني امتلئت بالحياة، الآن أظنني أستطعت إكتشاف سر شعوري بالحياة حيال وجودك، كل ما في الأمر أنك وجهت قلبي نحو مفاتيح الحياة فيّ وكنت نوعاً ما اجهلها، أتظن الآن بعد غيابك أن قلبي سيذبل أو يتوه، بل سيزهر وسيكون كما لم تراه من قبل مفعماً بالحياة والحب.
أنا يّ سيد نقطة، نجمة وسأظل، أنا زهرة ولن أفقد أريجي، أنا الحياة حين أريد، وأنا الموت إن أردتُ ذلك، أنا الضوء والعتمة وكيفما تحب أن تراني سأكون كذلك في عينيك، أنا السماء برحابتها حين تضيق بك الأرض، وأنا ضيق الأرض حين تحاول العبث، أنا الشمس والقمر والهواء، السعادة/الحزن والبكاء. أنا كل الجنون والمرح والشك واليقين. أنا كل ما أريده وكل ما تريد رؤيته فيّ وحجب الباقي عن عينيك وقلبك، لذا لن أذبل كما تظن.
تعليقات
إرسال تعليق