سيلين القوية

السابع من آيار، لم يتبقى الكثير على رحيلك المؤبد، على غيابك الغامق المُر، أعدُ الأيام لأني غير مستعدة لأي من هذا الذي أنت مُقدماً عليه وتاركاً هذا القلب عائماً على بحر من اسئلة. الغيوم منذ بداية آيار لم تغادر سماء مدينتي، الأجواء دافئة جميلة، باردة برودة لذيذة تدفع القلب لذكرك، تزدحم الأنفاس بك ويتسارع النبض، هذا آيار مليء بالمفاجآت، اعول عليه بمفاجأة تغمر قلبي، احتاج لمثلها على وجه السرعه، احتاج أن اتنفس الحياة بجانبك. لم تكن سيلين بحالة ضعف كالتي تمر بها، وهي التي لم يكف شخصاً قد مرّ من حياتها إلا وأظهر إعجابه الكامل بقوتها وصلابتها وأنها كما يحلو القول"أُخت رجال"، تتذكر جيداً ذلك، تضغط على ذراعها بكف يدها اليُسرى تحاول كتمان دموع الشعور بالضعف أمامه، تتسائل:كم يلزمها من العمر لتتجاوزه، أو ليتوقف هذا الشعور الضعيف عن تقييدها؟

عام من الأحلام التي سقطت دفعة واحدة عليها في أولى لحظات بوحها بالأمل، بأن ثمة جميل سيحدث يقربهما أكثر، لم يمر يوماً على أملها المبحوح لتتعثر به مخنوقاً في ظرف خارج عن الإرادة، لم يُسعفها أي نوع من أنواع البكاء، لم تستطيع أن تكف عن البكاء أيضاً رغم عدمية منفعته،ربما حين يشعر الأنسان أنه في زاوية لا خلاص له منها،حينها يتخذ كل الأمور هزوا، تتفجر كل طاقات اللامبالاة والجنون معاً.

أربع شهور أخرى حافلة بالقرب البعيد، والبُعد الملتصق بالقلب، التناقضات/ الأجوبة التي كانت لاسئلة مُعلّقة منذ زمن/ الكلمات التي لم تنتظرها يوماً، البوح/ التجاهل/ العجز والقدرة على التحايل وكل ما كان يبدو مريعاً بعيد المنال حدث.
توقفت سيلين عن الضعف وبدأت مرحلة أخرى اقوا واضعف في آن، بكاء وضحك، امتلاك وتخلّي، قرب وبعد، اهتمام وتجاهل، لقاء وغياب، مرحلة الجنون المُعقد، أن تعرف جيداً أنك على حافة الهاوية وتبدأ بالرقص بكل تلذذ وانسجام دون أن تُعير الهاوية أي خوف أو حذر منها.

تعليقات

المشاركات الشائعة