سيلين(3)
علاوة على أنها تدرك جيداً أن النار تحرق إلا أنها تضحك دائماً كلما اقتربت منها، منذ طفولتها وهي تبدو مختلفة عن بقيّة الأطفال، في المدرسة تفهم سريعاً ما يهمس به المعلمات فيما بينهن، حين تصعد الحافلة في ذهابها وإيابها من وإلى المدرسة، تفهم جيداً ماذا تعني نظرة السائق مرة تعني" اغلقي الباب بهدوء أكثر أيتها الشقية" ومرة رمقها بنظرة كلها غضب كأنه يتوعدها حين أغلقت باب الحافلة بقدمها غير مهتمة به. وحين يرمق مشرفة الباص بعينين متسعتين تدرك أن في نفسه شيئاً شهوانياً بحت.
حين كانت تطلب منها والدتها الذهاب لشراء شيء ما، كانت تثق أنها ستشتري تماماً ما طلبته منها ولكنها ستتأخر كثيراً لأنها تفهم وتلحظ أكثر مما ينبغي.
ذات ظهيرة مشمسة في أيام العطلة لاحظت والدتها أنها في البلكونة كانت تحملق في نافذة الجيران، وقفت والدتها بجانبها فنظرت سيلين إليها مستفسرة" أمي أليس جارنا الغضوب ذو الصوت النشاز المُخيف يضرب زوجته دائماً دون أن يستحي من أن يراه أحد؟!
"نعم" أجابت الأم
الطفلة:" كان للتو يتودد لها ويمسح بيديه على جسدها، ليس حباً إنه يتملق يا أمي، لا شك يريد شيئاً منها. اعتقد أنه يريد مالاً لأجل سجائره وهفواته الحقيرة.
"نعم" أجابت الأم
الطفلة:" كان للتو يتودد لها ويمسح بيديه على جسدها، ليس حباً إنه يتملق يا أمي، لا شك يريد شيئاً منها. اعتقد أنه يريد مالاً لأجل سجائره وهفواته الحقيرة.
صمتت الأم لأن لا تفسير آخر لما رأته، فجذبتها من يدها وأغلقت البلكونة بدهشة كبيرة.
كثيراً ما كانت تكشف الأطفال الذين يلعبون معها ويحاولون الغش بأوراق اللعب، لا تكمل اللعب أبداً هذا ما جعل الأطفال يهربون من اللعب معها وذلك لم يُحزنها بتاتا، لأن جُل وقتها كانت ترسم، رسم جميل تارة، وتارة ترسم طيور بلا رؤوس، أيدي وأرجل دمى، عيون محملقة خائفة، ثقب أسود كبير في مرأة حائط، أصابع غارقة في الدم، متسولين بملابس رثة، سماء سوداء دون ما يميزها عن حلكة الليل البهيم، طائرة تقذف صواريخ ملطخة بالدم، أطفال يصرخون فزعين، قطط سوداء وأبواب موصدة خلفها أنين مُريع، كانت ترسم شواطئ مليئة بالأطفال الغرقى اتسائل ما إذا كانت تتنبئ بما يحدث لأطفال سوريا. وكلما رأتها والدتها ترسم تخبر نفسها أن ثمة ما يجب فهمه من رسوماتها ولكن دون جدوى.
سيلين
طفلة مازالت تريد العيش كما يحلو لها، تعبث، تضحك، تبكي وترمي كل الأشياء من يدها حين ترفض والدتها تلبية طلبها، أما أم سيلين فبقدر خوفها عليها، ترى أن اختلافها جميل وستكون فتاة تستطيع أن تضع حدا لما يزعجها، وتفهم كل من يحاول استغفالها او العبث معها.
دائماً ما تتذكر كيف أن العام الماضي رسمت سارق عربة والدها ووجدوا بحوزته العربة بعد ثلاثة أيام من سرقتها، كان سارقا غبياً للغاية، أما كان ينبغي عليه أن يخبئها أو أن يتخلص منها ولو بمبلغ زهيد، الأهم من ذلك، كيف عرفت سيلين سارق العربة؟
طفلة مازالت تريد العيش كما يحلو لها، تعبث، تضحك، تبكي وترمي كل الأشياء من يدها حين ترفض والدتها تلبية طلبها، أما أم سيلين فبقدر خوفها عليها، ترى أن اختلافها جميل وستكون فتاة تستطيع أن تضع حدا لما يزعجها، وتفهم كل من يحاول استغفالها او العبث معها.
دائماً ما تتذكر كيف أن العام الماضي رسمت سارق عربة والدها ووجدوا بحوزته العربة بعد ثلاثة أيام من سرقتها، كان سارقا غبياً للغاية، أما كان ينبغي عليه أن يخبئها أو أن يتخلص منها ولو بمبلغ زهيد، الأهم من ذلك، كيف عرفت سيلين سارق العربة؟
تعليقات
إرسال تعليق