فقدان، ربما
علينا أن نتجاهل كثيراً، أن نبدو هكذا كمزهريات غير أنها وضعت على الكراسي وليس على الطاولات، أن نصاب بالعمى في المواقف التي إن استخدمنا فيها أبصارنا سنفقدها من فرط البكاء بعد ذلك
الآن عليك أن تعرف أن شيئاً ستفقده، الحقيقة شخصاً ولكنك اعتدته فصار بعينيك شيئاً، تحبه كثيراً ولفرط ثقتك بعدم تخليه عنك اهملته ففقدته.
كان لنا جارة تعشق زوجها لهم أطفال كُثر، يصعب عليها الإمساك بزمام الامور وهو كثيراً ما كان يتأخر في عودته للمنزل، وإن عاد باكراً تزداد الأمور سوءً، كانت جميلة بما يكفي لسرقة قلبه وجذب نظره دون سواها ولكنه كان أحمق بما فيه الكفاية ليخسرها وهي عاشقة بما فيه الكفاية لتُجن وتفقد قدرتها على التحمل، كنت أسمع نحيبها ليلاً وهي تقف في المطبخ لساعات متأخرة في الليل لتعد له تحليته المفضلة، كأنها كانت تستجدي الأرض لتنشق وتبتلعها هكذا في غمضة عين لفرط التعب والشعور الغامق المليء بالغبن واليأس من أن تجد زوجها رجلاً تسند جذعها عليه بإطمئنان تام.
في كل حوار لنا كانت تستطيع جيداً أن تبدو سعيدة معه وتحميه في حديثها وتطبطب عليه في غيابه كأنها ملاك يتحمل ما لا يتحمله بشر، تناقضت كثيراً، الشقاء والحزن الماكثين بداخلها والسعادة المصطنعة والابتسامة لمن حولها للحفاظ على الشكليات افقداها باقي قوة كانت تحتمي بها.
ها هي تركت كل شيء خلفها ولم يعلم أحد عنها شيئاً منذ عام.
اتسائل هل قتلت نفسها بذات الطريقة التي قتلت بها نفسها بطلة فيلم"Friend request" لذا لم يجد جثتها أحد حتى الآن أو ربما أنها فضلت العزلة عن الجميع. مازلت اسمع نحيبها كل ليلة، لم استطيع نسيانها هذه الجاره التي وددتُ كثيراً انتشالها من الحزن ولم استطع.
أظنك لن تفهم ما اعنيه من كل هذه الحكايا، ما الذي يجب عليّ فعله بعد كل ما فعلته لتصرف نظر عن قرارك اللعين، يتهيأ لي كثيراً أنك عائدٌ إليّ ولكني أخشى عودتك بعد ذهابي، أخشى أن نلتقي في الطريق أنت عائدٌ وأنا ذاهبة ولا تشدني عينيك للعودة معك والعدول عن ذهابي إلى حيث لا أدري.
تعليقات
إرسال تعليق