أنا
منذ دمعتين لم ابتسم، أنا التي اضحك في أصعب المواقف وأبكي في أحلاها، أنا فتاة في السابعة والعشرين من العمر، لم يحالفني الحب بعد، هكذا يبدو لي، أحب المشروبات الغازية، الجاتو والكثير من الشبس والكاتشب، أحب الضحك وتسلق الجبال والسباحة، تبدو لي الحياة من أعلى جبل كحبة عنب يمكنني الدوس عليها بسهولة دون أن اتألم فاثأر لنفسي عن كل ألم سببته لي، وتبدو لي من قاع البحر كأنها أثقل ما تكون، يساورني شعور بالخوف حين افكر لوهلة أني قد أموت غرقاً، أنا التي دعوت الرب كثيراً ليأخذني إليه غرقاً لأن لذلك ميزات مُتعددة ومِن التي لم يذكرها أحد من قبل أن اطفو هكذا بكل سهولة على سطح البحر كقارب اتعبه البحث في كل الإتجاهات فترك نفسه للرياح تأخذه حيث تشاء.
أحبُ المساحات الخضراء والأشجار المتعانقة السامقة، يروقني تأملها وكأنني ألمس الحياة بكل تفاصيلها دون أن يمنعني شيء، أحب الملاهي، اووووووه الأرجوحة التي تقذف بي في الهواء فتتسارع نبضات قلبي وأصرخ ملئ حنجرتي إني على قيد الحياة هنا، هل تسمعني؟!
لا شك لا يسمع لذا لن اتسائل مجددا حول أي شيء قد يؤرقني أو يثير الحيرة في هذه الرأس الصغيرة.
أحب ركوب الخيل، قيادة السيارات ومتابعة أخبار أحدث موديلاتها، ذلك يزيد من الادرينالين فابتسم واشعر بالسعادة لساعات طويلة من يومي.
فتاة مثلي لن تعجبك لأنك ربما تائة جداً وغبي وتكره الفتاة التي بالطبع أقوى منك في مشاعرها وواضحة كالشمس حين تُريدك هكذا ببساطة تُخبرك لأن ما في القلب ليس لنا سطوة عليه، كل الجمال هو في القلب دوماً. وأنت شرقي غيور مُرهق الأفكار لن تنجو بتاتاً مما أنت مقدم عليه.
مؤخراً ومنذ بداية الحرب اللعينة هذه صارت النوافذ المفتوحة تسبب لي قلقاً، كما أني أكره الستائر المُسدلة بشكل مريب منها يستطيع أحدهم إختلاس النظر، اكره الظلام في الشوارع واحبه في منتصف الليل في غرفتي حين أختنق بعبرتي ويغطي الليل الدموع فلا يراها أحد، لا يروق لي الناس ، أولئك الذين لا شاغل لهم سوى ملاحقة غيرهم،ماذا اشتروا ماذا يلبسو والكثير من الأحاديث الساذجة البائسة، اكره الغياب ولو كان رجلاً لقتلته. اكره الأشخاص ذوي الوجوه المتعددة مُتعبين جداً، يسببون الحزن الهائل لأنفسهم قبل الآخرين، العالم يريد أن يتقيأهم ولست أدري لماذا لم يفعل حتى اللحظة.
مازلتُ متمسكة بي وبكل جميل أجده بداخلي جيداً، هلّا بقيت سنداً لي.
تعليقات
إرسال تعليق