عيد ميلاد سعيد ي أنا💚
الثامن من تمّوز/يوليو، الساعة الخامسة والأربعون دقيقة صباحاً، اتسائل في هذا الهدوء العارم، كم مرة لي أن أقاوم عبث الحياة حين تضع في طريقي الأشخاص الخطأ، القلوب الكاذبة والعيون التي تكذب بصدق، تكاد لا تختلف عن العيون الصادقة بشيء، كما قال فاروق جويدة" كان في عينيك شيء لا يخون، لستُ أدري كيف خان"
ذات السؤال عالق في رأسي كيف خان؟
وسام
ابني الغيبي الجميل، سنة مضت، وعسى أن يكون القادم من ضمن الأعوام الجميلة وليس السنوات الحزينة.
كنتُ قد كتبت لك منذ فترة طويلة، توقفتُ عن الكتابة إليك لأني محبوسة في وطني، هنا عليك أن تُقاتل ألف مرة لتحقق حلم بسيط لا يحتاج ذاك الحجم الهائل من استنزاف الطاقة من جهد وتفكير ومعارك تشك فيها بالجميع حتى أحياناً ذاتك نفسها، ليس مصرح لنا هنا أن ننجز لا بالطريقة ولا بالدقة التي نريد، في العمل تتلقي الكثير من الأوامر/ تتوخى الحذر من زملاء العمل/ اكتشاف حقود رابضة في صدور الكثير من حولك/ ضغط نفسي مُتكرر تجده من الأهل أولاً حين يتجاهلون أن لك حق العيش حرا دون إلتزامات ثقيلة لمثل عمرك ومن الأصدقاء حين يتغيرون دون سبب واضح/ مواجهة الوجوه والمشاعر المزيفة/ تلقي رسائل لا طاقة لك بالرد عليها،وإرسال رسائل لا تأتي بردود/ منح العاطفة والحب وتلقّي اللاشيء/ الاضطرار للوقوف وحيداً دون أن يُربتُ على كتفك أحد، ودون أن يضم يديك الخائفتين أحد/ البكاء وحيداً دون كتف تسندُ رأسك عليه/ الفقر والجوع والمرض رابضين على صدر هذا الشعب الضعيف الذي خذلته حكومته بأبشع الطرق وجلبت حرباً حقيرة إليه.
هنا الخذلان كثير وبشكل لا يُحتمل، وبسب كل ما ذكرته لك فقدتُ رغبتي في الكتابة إليك رغم إشتياقي لك وحاجتي للبوح والتخفف من كل الثِقل الذي احمله.
أريدُ أن أخبرك رغم ما ذكرته لك آنفاً إلا أني لستُ مُحبطة ولا متشائمة،إنما أنا مُدركة تماماً لشكل الحياة التي أعيشها هنا وممتلئة بالتفاؤل بأن غدي سيكون أجمل وله يدان لطيفتان مثل قلبي وأكثر رقة مما مضى.
تغيرتُ كثيراً وأقف أمام المرأة فخورة جداً بما أنا عليه، تغيّر كل شيء فيّ عدا قلبي ممتلئاً بالحب كعادتي، أصبحت أستيقظ كل يوم في الواحدة ليلاً ،وتارة يداهمني السهر حتى ساعات متأخرة
من الليل ولا يأتي النوم ليس حباً وليس لشيء، هناك ما يقلقني،واجهله منذ شهور، أحب الرقص كما لم أحب شيء من قبل، أكتب أقل بكثير مما اعتدتُ عليه، تنتابني لحظات طويلة من الخيال، افهم تلميحات من حولي واصطنع عدم الفهم لأن البعض يلمح فقط ولا يتجرأون على البوح صراحة وأنا لا أحبُ الجبناء، اتجاهل الوجوه التي إن التقت عينانا تلعثمت وفقدت توازني، اكرر الكثير من الحماقات وفي كل مرة أُخبر نفسي بأنها آخر مرة ولا تكون، اضحك من قلبي دون أن اصطنعها واضحك أكثر حين يتألم قلبي ولا يجب عليّ إظهار ذلك، لطيفة جداً ومتعاونة وأصبح عنيدة جداً جداً حين اتلقى أوامر ليست بمحلها ولا وقتها، وحين يحاول طرف ما استفزازي أو النيل مني، هادئة جداً، صامتة وداخلي ضجيج لا يتوقف، يتعكر صفو مزاجي سريعاً، ولدي قدرة منفردة في قلب موازين الحياة والأمور في لحظة والبدء في حالةإكتئاب لا تطول بتاتاً لأعود لطبيعتي، اهرب من الحزن للرقص والكتابة والتهام الايسكريم والجاتو الغارق بالشوكولا، حين اكون سعيدة احاول إسعاد كل من حولي دون تفكير في العواقب، اصمت كثيراً حين يخذل قلبي صديق أو شخص اعتدته أو حلم تعثر، احاول مراراً التمسك بحلول مختلفة وكثيرة
ولا استسلم لكل ما يواجهني عملياً أو عاطفياً، أنا لا استسلم ي بُني وهذا يجلب لي الكثير من المصاعب.
قلبي ممتلئ بالإيمان والثقة بالله أن طموحي سيتحقق وأن الغد أفضل مهما بدا لي من أيامي الحالية العكس، إن أجمل النتائج أحياناً تأتي من أكثر الأيام حلكة.
إذاً عيد ميلاد لطيف لي كقلبي💚
تعليقات
إرسال تعليق