لاشيء

كأن كل هذا العالم منفصل عني وأنا منفصلة عنه، أنا الآن عالم بمفردي، عالم ممتلئ بالأسئلة، الحيرة، الحزن والسعادة، عالم كل يوم عن اخر يكبر ويصغر في نفس اللحظة الاف المرات، كأني بالون في لحظة اهوي، وتارة اشعر بي كالجبل يصطدم بي الكثيرين وانصدم بهم ولا يحدث لي شيئاً.

انا لست قانون ولست حجر كما أني لست قوية بما يكفي لأتخفف من كل ما أريده وأشعر به بقانون جديد يمحي ما قبله أو اتفتت لذرات لا تُلمس وأختفي
لست على ما يرام، وربما أني أجر على نفسي متاعب أنا في غنى عنها، لا أحد يتحمل وزر أحد، كل من سيقف منفردا ليجيب عن كل التفاصيل، حتى تلك التي نسيناها ، اقصد التي نظن اننا نسيناها سنتذكرها كاملة كشريط فيديو يعرض دون أي نقصان.
الآن ليس هناك أحد سواي، أنا بمفردي كعادتي، كلما ظننت أن شجرة ستنبت بجانبي هبت عاصفة اقتلعت كل البذور المؤهلة للنمو وتتركني مجددا وحيدة.
لست حزينة أني بمفردي فقط مُستاءة من حجم لامبالاة الحياة بي وبما اريد، كأني لاشيء، هذه الأمور التي أظنها عابرة تبقى أكثر مما أستطيع تحمله، وتمتد كأنها عمري أجمع الذي مضى والقادم، والأشياء التي أظنها باقية تغيب كلمح البصر ولا يبقى منها شيء.

أكاد أفقدني، أكاد اتحول لعلبة ذكريات مزدحمة تحتاج لمن يلقي بها في بحر ما لتغرق وتُنسى، أتراني إن غرقت سانسى كل هذا، ساغدو طاهرة كراهبة بلا ذنوب ولا احزان؟
لست أدري شيء ولست خجله من عدم معرفتي بشيء ولن أخجل، أنا أحاول أن اتحرر من كل مالا اعرفه بالمحاولة، أريد أن اتاكد من كل شيء بيدي، اتأكد أنه ليس لي وغير صالح، أريد أن اجرب وأحاول مراراً وتكراراً حتى انجح في الحصول على ما أريد وكثيراً ما أفشل في ذلك وحقيقة ذلك لا يردعني ولا يوقفني. استمر في المحاولة ببلادة تامة.

الثالث والعشرون من فبراير لهذا العام التافه جداً مازلت أكرر ذات الأمور وأظنها ستفلح وتكون لي واحظى بفرصة سعادة استمتع بها ولكني أيضاً فشلت هذه المرة، لا شيء يجدي نفعا أو أنا التي أقف في ذات المكان واحمل ذات الأفكار وأقوم بذات التصرفات وأتوقع نتائج مختلفة.

أنا الآن بالون انفجر للتو، أشعر بي لست أنا، لا أستطيع لمسي ، أنا لا أجدني بتاتاً، وانتظر أن يدهس قطعي المتناثرة أي أحد وأي عابر.

لا احتاج الإ للطفو على سطح بحر هكذا دون أي شي احمله ولا أشعر بشي أريد أن اتحرر من هذا الجسد البائس.

تعليقات

المشاركات الشائعة