طفلة
مازلتُ لا استطيع الإعتماد على نفسي في كل شيء، ومازلتُ أتوق ليديك أن تحتويني هكذا كطفلة وتقف بجانبي كجدار اسندُ رأسي عليه دون خوف أن يسقط عليّ.
البارحة سقط من يدي كوبي المُفضل لأن القهوة ساخنة أكثر مما تستطيع أناملي احتماله، بكيتُ كثيراً ظننتُ أن البكاء سيوجد لي كتفك ولم يفعل، فغفوت وحدي مجدداً دونك وحين استيقظتُ حاولت تفقد هاتفي فاسقطته ارضا ومن على علو سريري لم يكن باستطاعتي أن امد يدي فالتقطه، لذا بكيت حينها أيضاً، لم استطع النوم، الكثير من الضجيج في رأسي وأنا التي لا احتمل أصواتاً مرتفعة وإن اضطررتُ للصراخ يوماً يتحشرج الصوت في حلقي واغتص به فاصمت، لم يكن هناك حبوب منومة كما أني لم أشتري شوكلاه كعادتي لألتهمها حين يباغتني الحزن على حين هدوء، فتشتُ حقيبتي ولم أجد أي قطعة شوكلا، أضطرني الأمر أن أغادر فراشي بحثاً عن قطعة في الثلاجة أو على أحد الرفوف دون جدوى، زاد الضجيج وزدتُ حزناً، الأمر ثقيلاً عليً جداً أن احتمل غيابك والشوكلا معاً كأنني فاقدة لسر الحياة لحظتها، سقطت الملاعق مني وسكينة كبيرة حادة لم تكن في المطبخ من قبل، من أتى بها؟! لم ارفعها من الأرض أريد أن أراها غداً صباحاً لأتأكد من أن ما يحدث معي ليس كابوساً .
الرابعة فجراً، لم أنام بعد، لا ضجيج في رأسي وإنما سؤالا غامقاً سيطر عليّ، استرجعت معه كل المواقف وجميعها تجيب عنه بسلبية تامة مميتة مُوجعة، ترى هل أحببتني كما فعلت؟ نطقت السؤال بتعب شديد، هذا التساؤل الأكثر ثقلاً في الحياة، ليس لأنك لست هنا لتجيبه، بل لأني في الأعماق جداً لا شيء يومض بالإيجاب.
تعليقات
إرسال تعليق