إلى صغيري(8)

السابع والعشرين من آب، قبل ثلاثة أيام من هذا التاريخ، خرج الكثير في مسيرة مليونية لتأييد عودة الرئيس السابق لهذا المُسمى وطن دفع لهم مبالغ كرشوة ليزداد عدد المحتشدين،ويكبُر في عين نفسه ونظر السياسيين أمثاله. خرج الكثير، الفاقدين للعقول وبما أني لا انتمي لأي من تلك الأحزاب السياسية المريضة، فالحياة تبدو أهم بكثير من أن ادخل في نقاش عقيم مع أحد حول أحد الأحزاب أو أحد شخصياته المُستغلّة العفنة. الأوضاع متوترة من بعد ذاك المساء الذي احتشد فيه الكثير مطالبين بمزيد من الجوع والموت.
 طفلي
كل الأمور هنا متوترة، مُتعِبة تأتي على كل جميل، وأنا أرفض بشدة الاستسلام للظروف واسأل الله أن يمنحني مزيدا من القوة لأنجو ببعض الجمال بداخلي وأحافظ عليه.
اتسائل كل يوم تتوتر فيه الأمور أكثر، هل سانجو لأقابلك يوماً ما، وهل ساستطيع في وسط كل هذه المعمة والخوف أن أحافظ على وزني دون أن ينقص أو يزيد نتيجة لتوتر مستمر وعدوان دائم؟ هل سيأتي يوم انام فيه وأستيقظ دون خوف من طيران ملعون يقض
مضجعي ويأخذ من أرواحنا الكثير؟
ليس بإمكاني أن ارسم لوحة كاملة دون قصف مفاجئ يملئ لوحتي غبار ووجع، ورغم كل الحزن هنا أنا متفائلة، اسندُ ظهري على ثقتي بالله ويطمئن قلبي، لله كل هذا الكون لن يعجزه حلمي الصغير، سيحققه ليّ أثق.
لا تتسائل عما إذا كنتُ على ما يُرام، لأني لستُ كذلك، الكثير من الأسئلة مُزدحمة في رأسي، القيود هنا خانقة، كل الأشياء التافه مهمة، والمهمة محكوم عليها مُسبقاً وفقاً لعادات وتقاليد بالية، لا تأتي إلا بالرجعيّة. منذ متى والنقاب واجب؟ أخبرني، وهل حدد الشرع لون الحجاب بالأسود؟؟؟
لماذا على الفتيات الزواج مبكرا والتي ترفض طلباً في فهم نفسها وتطويرها تبدو في عين المجتمع خارجة عن المعتاد وعانس؟
أضف لما سبق أن الرجل غير مسموح له بالبكاء في كل الأحوال موت/ فقدان/ شوق/ إختناق/غصة، وإن فعل يُصبح في عين الجميع مشكوك في رجولته وقوته! والأقربون يفتنصون الفرص ليُعايروه بذلك وينتقصون منه. نحن نعيش حالات نفسية مُتخلّفة جداً، لستُ أدري كم عاماً نحتاج لنحيا كباقي البشر.

تعليقات

المشاركات الشائعة