نقطة

دائماً ما كنت اتسائل هل من الممكن أن نفتقد شخص ما وقد كان سبباً في شعورنا بالخذلان، أو ربما سبباً في أن نطفو على سطح كل المشاعر، الانفصال واللانفصال عن كل شيء، عن التفكير/الشعور/الحزن/الزعل/البكاء/ المشاركة في كل الروتين اليومي الممل/ المرور بكل اللحظات التي جمعتنا معاً/ النسيان المفاجئ/ الفقدان/ التعب والعافية/ الشتات والوعي التام بما نفقده، الشعور بالغرق وفقدان التنفس وفجأة يتدفق الأوكسجين دفعة واحدة فنختنق
.
يحدث أن تحتشد الذكريات في رأسي فجأة، اتذكر ضحكتك الماكرة، عينيك التي ما ظننتها يوماً تكذب، وقوفك الواثق مما تفعله وبداخلك ألف سؤال وقلق وتستطيع أن تخفيهم ببراعة سارق، وشحاذ ليس محتاج، مرورك المُربك، إيماءتك القاتلة، حكاياك المكتملة المبتورة، كل المواقف التي كنت فيها رجل جداً وشرقي بحت وكامل لدرجة ادرك أنك لم تكن كذلك، كم كنت تحب جعلك في عيني كامل وقد كنت ولا تدري ولكنك دُست على صورتك في قلبي بقدميك، أنت من صنعت وأنت من دمرت، أنا لم أفعل شيء. اتذكر جيداً اكتمال القمر في عينيك، وكيف كنت تستطيع خلط الحابل بالنابل، مُدهش أنت حد الجنون.

نُتلف ذاكرتنا بمحاولات النسيان المُتكررة التي لا ننسى فيها، ونقف دائماً في وسط الذكريات ونحاول نسيانها ونسقط ونقف ونسقط ألف مرة ونقف، نحن لا نستسلم لذا مازلنا على قيد الحياة، أظن الحياة تُغادر من ييأس سريعاً.
حاولت مراراً جعلك صورة تذكارية لمدى سذاجة بعض اللحظات لكني لم انجح، والآن احاول في جعلك نقطة تحول وربما سأجعلك مزاراً، لستُ أدري سأرى ما قد افعله بك حين أجد وقتاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة