إلى صغيري (3)


أحببتُ كثيراً حقيقة ما كنتُ أخفيه، اتجاهله وأعبث بهاتفي تارة، أرفع صوت الموسيقى، أرقص ثم أبكي أخيراً، كأنني كنتُ أراقص الحزن، اضع يدي اليُمنى على خاصرته ويدي اليُسرى تُمسكُ بيُسراه، نرقص، نرقص حتى يتعبُ الحزن مني ويرحل، كل رقصاتنا كانت كالفراشات، نطير ونطير ونراقص نسمات الهواء ولفرط النشوة والسعادة نبكي.

أحبُ حين اعترفُ أخيراً أني لم أكن مُخطئة حيالك، حيال قلبك وتلك العينين- البحر - الذي فيهما أغرق، حيال كذباتك وصدقك وصمتك القاتم المنيع.

الثامن عشر من أيلول المُتقلّب
إليك أكتُب يّ طفلي الغيّبي الجميل

ليس سهلاً أن تبدأ من الصفر بعد جبال من الأحلام والتوقعات والصلوات الكثيرة الغارقة في الدموع، لكن ذلك سيكون سهلاً حين تعلم أن البدء من اللاشيء أفضل بكثير من أن تسند ظهرك إلى جدار من ورق وتحلُم بما لن يأتي لأنك تزرع في أرض غير صالحة للزراعة. ماذا لو هبّت رياح عاصفة واقتلعت جدارك الورقي إلى ما ستسند جسدك حين تُثقلك الحياة بوهنها.
لا تُكرر ما فعلته من قبل وتنتظر نتائج مُذهلة كي لا تُصاب بالإكتئاب الحاد وينتابك حزن ليس كأي حزن، إنهُ الحزن المسموم، تتسائل في نفسك ما اقصده، وسيأتيك المقصد في رسائلي القادمة لن أُخفيك سراً، عليّ أن أكون شفافة معك كزجاج المصباح.

وتذكر يّ صغيري، أن لوالدك بحران، قمران لا عينان.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة