حرف

أكتُب ما أردتهُ أن يحدث، أكتُب القصص بالشكل التي وددتُ لو أنها حدثت ولم تُصبني بخيبة، التي لو أنها كانت أخف وطأة وعبئ على النفس.
اسمح لقلبي أن يتنفس قليلاً بين الأسطر، أن يُسافر ويضحك ويُسامر من يُحب، أن يُغني بصوت مسموع، أن يترنم بالألحان التي يهوى، أن يسرح ويمرح ويجول العالم فقط بين الأسطر.

مُنذُ أن اصبحتني، وجدتُ مُتنفساً ليّ بين الحروف، أظنني حرف، وكل الحروف إخوتي، اتشكل بأشكال الحروف كيفما اشاء، لم احملهم عبئ حرف جديد، فأنا حرف مرن جداً، اساعد كل حرف في موقعه، ولكن حرفك أنت كان من أصعب الحروف عليّ، لم استطع أن اتشكل كماك، إنعطافك الشديد، ارتفاعك ثم الهبوط بزاوية مُعينة شكّل لدي خوف من نوعٍ ما. للحظة وددتُ لو أكونك، نعم!
أن أكون أنت، آخذك ليّ، احتفظُ بِك من بين كل الحروف، انحناءك ادهشني،كنت مُغري بما فيه الكفاية لأحبك وأشتهي الإحتفاظُ  بِك لي إلى ما لا نهاية لكنك كُنتَ عصيّ، مُتعب ومُثقل بالأوهام ففقدتني.

سيد نقطة
أُحبُ هذه المرة أن أعرفك عليّ بشكلٍ مُختلف جداً.
مرحباً أنا حرف، قررتُ هذه المرة أن أصبح حرف وأرى مدى سهولة الأمر وصعوبته، وتكمن الصعوبة في كونك عصيّ، عنيد مجنون وحنون، والسهولة هي أنك مجرد نقطة لا حروف لك فلن أُكلف نفسي عناء التشكُل وتقليد تعرّجاتك أو انحناءتك.

حسناً،
ما رأيك لو تحاول أن تُعرّفني عليك بطريقةٍ جديدة، تمحو ما خلّفتهُ في قلبي من ثقوب.
ماذا لو تقمصت دور الإبرة وقمت بإعادة تشكيل خيبتي لتُصبح بذرة تزرعها في قلبي وترعاها لتكبُر وتُصبح منزلاً يضمنا دون وجع.