تشرين القارس
الأول من تشرين الثاني، بدأ الشتاء قارساً، لم يتدرج في برودته، الرياح تحمل الشتاء بقوة وتضربه على أجسادنا في بدايات الصباح الباكرة وبعد مغيب الشمس. الأوضاع هنا ليست جيدة، السياسة كلمة أشم لها رائحة العفن في أنفي كلما مرّت بخاطري، السياسين منهكون في اللاشي ولأجل اللاشيء، ليس لديهم مخططات سلام ، الوطن ليس من ضمن أولوياتهم، مصالحهم الشخصية فوق كل شيء قائلين" فليذهب الوطن والشعب إلى الجحيم".
لا تنظر إليّ هكذا، لا تُحدجني بنظراتك بفتور غريب كلما حدثتك باشمئزاز عن السياسة، تعرف جيداً أني لا أحبها والعنها في اليوم والليلة ألف مرة، وتدرك جيداً أني لا أنتمي لأي حزب بل لا أعترف بهم جميعا الأحزاب والسياسيين، جميعهم قتله.
وسام، طفلي الجميل
لم يمرّ الكثيرُ بعد، أظن الأمر برمته ليس من اهتماماته، أو ربما أنا الذي أوليته اهتماماً لا يستحقه. مازلتُ على وعدي، سأكون دوماً حيثما أجد مُتسعاً لنفسي برضا تام واقتناع، حيثما أجدُني مُبتسمة لايمسّ قلبي شكٌ أبدا، هذا ليس سهلاً وليس صعباً كذلك، كل ما في الأمر أني أحتاج أن أفكر ملياً وبمنطقية أكثر. شتان بين ما كنتُ عليه -قبل شهر واحد وأسبوعين-وما أنا عليه الآن، يدُ الله انتشلتني من أصابع اليأس المُتربصة وقد كانت الحياة حينها غامقة جداً، الظلام كان دامس، أحلامي كانت مخنوقة، يداي أضاعت يد أحلامي وقلبي عابسٌ حزين. كان وقتاً ثقيلاً على روحي، شعرت بالأيام تدوس عليّ وهي تمرّ هكذا دون أن تلتفت إليّ وتهمس مبتسمة"جئتُك بما تنتظرين". ظننتُ بالله الخير وأنهُ سيأتي لا شك ولو تأخر كثيراً من منظور نفسي بحت، لم أكن على ما يُرام، جمال الكون وجمال روحي نسيتهما عند أول منعطف بيني وبين الحياة التي رسمتها. شعرتُ بالفقد ونحنُ جُبلنا على التمسك بكل شيء يبثنا بالسعادة والأمان طالبين دوام ذلك ونجهل طبيعة الحياة، الفناء.
عزيز القلب
أظنك ستأتي متأخراً جداً
ولستُ في الحقيقة على عجلةٍ من أمري. احمل طموح كثيرة، لدي الكثير لأنجزه، بيني وبينك الكثير، قد نلتقي يوماً حين اتفق مع نفسي وقلبي واعيش انسجاماً تام بين كل أمور حياتي. ربما.
وسام
لا تتفاجئ، أنا مازلتُ أراني طفلة في طور فهم نفسي، فكيف لي بجلبك لوطن لا أجد فيه الأمان والأطمئنان، ولا أستطيع أن آمن فيه على روحي وأن هناك من يأخذ حقها غيابياً إن مسّها الشر.
تعليقات
إرسال تعليق