عام جديد

بين آخر ليلة للعام وأولى أيام العام الجديد ،تقبع ليلى في غرفتها تلتحف شالها الصوفي تترنح على زجاج النافذة تنتظر عامها الجديد لتعلنه تجديدا لحب دام لعامين، كانت تتراقص فرحا، أن عاما جديدا هل عليها معه. في هدوء الليل حيث لا أصوات للرصاص، تراقب النجوم تنتظر شهابا عابرا للتمنى ،فثمة أمنية تريد بثها للسماء. كانت السماء بكحليتها الفاتنة مرصعة بالنجوم كحبات الماس في نحر عازفة. ليلى كغيرها من الفتيات يغزلن أمنية في ثوب السماء ليلا ، سقتها ليلى بالدموع وتميزت عن غيرها بشهقة انتشلت غصة كانت عالقة في صدرهامُتسائلة: كيف له أن يرحل مع قدوم عامها الجديد ؟ كيف لها أن تبدأ عاما رسمته بتفاصيله ؟ جردت حلمها قبل الثامنة مساء من كل تفاصيلها واتقنت رسم حلمها به ، دقت التاسعة معلنا انسحابه معتذرا أن حلمه يفوق رسمها!
 لتبدأ عامها بدونه وقد انهار حلمها بكل شذراته على روحها مسببا ثقوباً. كيف سيغدو عامها الآن بحلم منهار وملامح مشوهه؟ هو موقف عبرها اخذاً شيئا منها ولم يعبر بها لكان اهون عليها من انشطار مفاجئ لحلم أنفقت عليه أنفاسا وساعات والكثير من الخيالات السعيدة.

ديسمبر 2016

تعليقات

  1. الاحساس بالفقد يشعل غابة القلب الذي يتآكل بمعدل طردي بمرور زمن العطاء ، زمن العطاء الذي يتقاطع مع زمن الفقد.
    هذه معادلة بسيطة ذات متغير واحد ولكن ادراك معناها الحقيقي والشعور بحجم الاضرار لن يأتي إلا بعد التقاطع الكامل لكلا الزمنين.
    ولكنها الحياة التي تبدأ سنواتها جميلة تتمدد كالمجرة ليصبح الشعور بمرور الوقت غير ذي اهمية.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة