إقحوانية القلب
ترقُب خياله من خلف النافذة، وقد رسمت قطرات المطر حروف اسمه على ورق الشجرة الماثلة أمام النافذة، الصمت سيد
اللحظة إلا من صوت ارتطام المطر على اسطح المنازل، النوافذ وكل ما قابله في طريقه
لحبيبته الأرض، أنفاسها هادئة، عيناها محدقتان في الغروب بشفقه في أنفاسه الأخيرة،
وصخب نبضها شارك المطر صخبه فترافقا، تُحلِق بعيدا مع سرب الطيور بشذرة من روحها
، وباقي الروح قد غادرتها إليه كتعويذة تقيه نسيانها، ضفيرتها نائمة في جاذبية على
كتفها الأيمن ، ثوبها البنفسجي ممزوج بورود بيضاء على حوافه السفلى ، عقدُ إقحواني
يعانق نحرها ، خاتم يلتصق بإبهام يُسراها، طوق بنفسجي يلم شمل شعرها المتناثر على
جبينها، أنفٌ حاد ، شفتان رقيقتان وعينان بلون تراب الوطن ناعستان مكتظتان بالدموع
على شفا تحرر قريب , مرت ساعاتٍ وهي تحاكي السماء بعد أن رحل الشفق تاركا باب
الحنين مفتوحاً يشي بالذكريات، ومنذ رحيله الفت من بعده قلبها موارِباً ليلج منه
متى شاء حين يعود.
28مايو2014
تعليقات
إرسال تعليق