ابتسامتك

لماذا كلما حاولت أن اضع النقاط على الحروف، لا أجد النقاط. حاولت كثيراً أن اضع حداً لكل الأسئلة المحشوّة في رأسي الصغير -الذي رغم صغره يستوعب الكون بأكمله- وتلاشت جميعها أمام عينيك. ما كان عليّ أن اكرر محاولاتي لوضع حداً لأي شيء في حياتي. يبدو من الأفضل ترك الفوضى تلتهم كل شيء، علّها تلتهمني وتنتهي الأسئلة.

الرابع والعشرين من كانون، الطقس برودته لذيذة، تستفز كل شعيرة من شعيرات جسدي، كل شيء هنا يتحدث، السماء، الأرض، العيون، الشفاه، الدموع ، الحزن تراجع قليلاً ولكنه يتحدث أيضاً، القلق صوتهُ أعلى من كل الأصوات ويحاول اخذ مساحة من مساحات الحزن فينا، البكاء يتحدث أيضاً والسعادة لها مساحتها الضئيلة التي لا تُرى ولكنها تتحدث، الضحكات لها حيّز كبير من حياتنا، بكل أنواعها تتحدث، الحزينة، البائسة التي تتصنع الرضا، العادية، السادية، الحاقدة والجاحدة. حتى الصمت له لغة تتمثل في حديث العيون. الأشياء مُنذ أن لاحظتك في بنات أفكاري وخيالي صار لها قيمة وتلونت وتبسمت.

على عتبة باب أمنيتي الوحيدة النائمة منذ نبضين وإبتسامة صادفتني ابتسامتك وعينيك فاستيقظ الحب، السهر، الكتابة والأغاني، الشوكولا، السجائر والأسئلة، استيقظ كل العالم ولكن بداخلي هذه المرة، الحياة دبّت في أوصالي وبدأت أشعرُ بكل شيء حتى بدبيب الخيالات في رأسي. كم كُنتَ حلماً جميلاً رأتهُ عيناي وحُرم عليّ معانقتك.

لم يداهمني الحزن حين ادركتُ أنك لم تكن سوى حُلم بقدر ما تربصت بي الاسئلة، لماذا وكيف ومتى؟؟
لماذا لم تتريث قليلاً؟
كيف أبدو في عينيك؟
ومتى سينقضي عُمر الاسئلة المُقيمة فينا ؟

تعليقات

  1. يأتي شعور الفوضى عندما تتوارد الأحاسيس كلها دفعة واحدة لأي سبب محرك لها، وتتزاحم أسئلة كثيرة مرافقة لتلك الأحاسيس ولا نجد تأويل سريع لكل ما بداخلنا من احساس فنقع في حيرة شديدة ، بين قبول الكل دونما تأخير وبالتالي عدم تأجيل لحظات السعادة الجميلة او التأني والتأخير ، يجب أن تكون العفوية هي سيدة الموقف ..

    ردحذف
    الردود
    1. ليس دائما تُجدي العفوية
      شكرا لمرورك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة