ش ت ا ت
ماذا عن الفقير الذي إن مددتُ يدي إليه بالعطاء كان عطائي غير كافياً، فيُخالجني شعور التقصير واللارضا عما اعطيت.
ماذا عن الأصدقاء الذين معهم تبدو الحياة أقل ثقلاً وأكثر جمالاً وأُنساً، الذين نحاول معاً تجاوز كل شيء بالضحك والجنون والثرثرة اللامنتهية، لنسقط أخيراً ضاحكين باكين بين منتصف كل المشاعر نعلقُ ولا ندري كيف الخلاص من الشتات وحيرة التعبير.
ماذا عن الوجه الذي حفرناه في القلب وساند في الحفر وسقى واهتم ثم غادر دون أن يلتفت، لتُعيدهُ الأيام بعد الذبول فينبض القلب كأن للتو عشق القلب وهوى. أي الهذيانات هذهِ التي تُقيدنا حينها وكيف الخلاص منها؟
ماذا عن الطرقات التي مشيناها وكانت تعرجاتها ومُنحنياتها جسر توحدنا وفي لحظة أصبحت مُوحشة؟
ماذا عن الأطفال الذين كبروا في رحم الرسائل وعلى الورق ولم يُكتب لهم الوجود وخذلتهم الوعود؟
ماذا عن القصص العالقة بين قلوب لا هي التي إنتهت ولا هي التي أزهرت؟
ماذا عن الملامح التي لا تُنسى، الراسخة رسوخ جبال هذا الوطن؟
ماذا عن الأحلام التي سقطت في طريقنا إلى ما نحنُ فيه الآن واستبدلناها بغيرها الكثير؟ هل مازالت تتنفس في مكان ما من العقل اللاوعي؟ هل تلك الأحلام بكل قوتها وعنفوانها هكذا بسهولة ذهبت مع الرياح؟
ماذا عن الذكريات التي حين تُداهمنا تُمطر العيون، وتلك التي نتذكرها فتُزهر القلوب؟
ماذا عن الذين يستهوون الوعود العرقوبية وتستهويهم الأكاذيب ببالغ الصدق؟ ماذا نُسميهم؟
ماذا عن قلبي الذي لا يحقد ولا يثأر ويترك كل الأمور متكئاً على ثقته بالله رغم كل ما يحدث؟
ماذا عن الوطن وضياعنا الدائم فيه رغم كل الصمود؟
ماذا عن قلوبنا التي وعدناها أن لا نؤذيها ثم نمعن في تمزيقها
ردحذفمن سيجيب عن كل هذه الاسئلة
حذفالأيام ستجيب على بعضها والبعض الآخر ستتغير طريقة أو صيغة السؤال ..
ردحذف