ح ر ب

مُنذ زمن وأنا اسمع هذه الأصوات في رأسي. صوت الغياب، صوت الحزن، صوت الطائرات الجالبة للموت، النحيب الصامت، صوت رصاصات الموت المُتساقطة، صوت خوف الأطفال، هرولتهم في بحث حثيث عن بقعة خالية من الحرب وتحضنهم بسلام. اسمع كل الغارات المُباغتة وموت الأطفال بخوفهم وجروحهم، اسمع دعواتهم المتسارعة الطالبة للحيلولة بينهم وبين الانفجارات المتتالية.
اسمع هذا الكم الهائل من اللاحياة ويُهلكني أن ليس بيدي ما يُغير كل هذه الحرب اللعينة في الوطن العربي الحزين.

أنا أعيش لحظات حزنهم، خوفهم والهلع، استطيع جيداً أن اشعر بما يشعرون به وإن بدا أن كل ما اشعر به مجرد هُراء مُقارنة بكل ما يمرون به إلا أن قلبي يتقلّص، ألم مرير يهاجمه، حالة من اللاحياة اعيشها لفترة من الزمن بعد كل نشرة أخبار اتابعها، أو فيلم وثائقي يُجسد بشاعة الحرب، عدوانيته، وما يسببه من خسائر نفسية وروحية ومادية.
لذا وبعد معاناتي من كل نشرات الأخبار اللعينة- التي رغم كل شيء يستطيعون التلاعب بها، متجاهلين قدسية الأرواح والوطن- قررت أن اتوقف تماماً عن متابعة الأخبار.

ما الذي ساستفيده من رؤية طفل غارق بدمه، وآخر فقد قدميه أو أحدهما ويد وجروح وإن شُفيت لن تشفى الروح. ما الذي قد أجنيه من حكايا تُرهق كاهلي وقلبي وليس بيدي سوى قلمي الذي يكتب وقلبي الذي يبكي دون جدوى من بُكائه.

من سيوقف هذه الحرب؟ كيف لنا أن نتقبلها ولم نُجبل عليها بالفطرة؟ أي نهاية ستكون ومتى؟ من للأطفال، كل الأطفال الذي يدفعون ثمن حرب افتعلها الحكام بكل حقارة الكون غير آبهين بأحد.
من؟

تعليقات

  1. أولاً : احب أن أعبر لك عن امتناني .. واكتب لك هذه المقولة لدوستويفسكي " إن المرأة التي تقرأ ، لا تستطيع أن تحب بسهولة ، إنها فقط تبحث عن نظيرها الروحي الذي يشبه تفاصيلها الصغيرة "
    ثانيا : الحرب موضوع مؤلم جدا .. لم تكن هذه الحرب خياراً لهذا الشعب، ولم يخطر على بال أن تضرم الحرب نيرانها وتلتهم حاضرنا ومستقبلنا ، كابوس مخيف جداً ويا ليته كابوس نفيق منه فنرى أن لا شيئ تغير.
    دمار النيران والقذائف تأتي من الجو والبر ومن لا تلحقه هذه النيران تقتله نيران الجوع والقهر.

    ردحذف
    الردود
    1. أتُرانا سننجو من هذه الحرب 💔

      حذف

    2. سننجو .. بلطف الله سننجو

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة