أ ن ا

أبغضُ الظلام، لا أحب الستائر المُنسدلة التي تسمح للعيون بالتلصص، لا أحب الأبواب المُواربة تاركة للخوف منفذ، لا أحب الإنتظار، ولا الخوف. أكره الحروب ويقتاتني الحزن كلما أنتهكت الغارات حرمة سكوننا.
لا استسيغ شعور منتصف الأشياء، العلاقات والأحلام. لا أحب الصمت حين يمسّ أحدهم حصوني، وأفضله حين يتحدث السُفهاء. أكره اللف والدوران وأصحاب اللحى ذوي القلوب السوداء والعقول المُتزمته. أبغض المتأسلمين حين يطلقون الأحكام من منطلق عقول مُتحجرة مُتعفنة. أكره الخداع والخيانة.
أخافُ الفراغ، النفوس الشريرة وعين لا تذكر الله. يُقلقني فوضى المشاعر، والإعتياد ولحظات الضحك مع الغرباء الجميلين، اتوجسُ من الإهتمام المفاجئ والثقيل الذي لا أريده. لا يمكنني القول أني أكره الحب أو أحبه بل أهابه.
تُحبطني خلافات المقربين، ودسائس زملاء العمل والضحكات التي تُخفي حقداً.
لا أحب التجول في المنزل دون جوارب، ملمس الأشياء على قدمي تستفزني، أحب النظام لدرجة التعب، والأناقة لدرجة الجنون، والقراءة لدرجة الإدمان. أعشق الهدوء، الأضواء الخافتة والديكور الهادئ الرقيق. اتأقلم بصعوبة وتارة بسهولة، هكذا تناقض يُشبهني كثيراً.
يُحزنني غياب الأصدقاء ولا أحب تغيرهم اللامحمود، أحب الضحك والمزاح وافتقدهما كثيراً مُنذ زمن.
لا أتحمل الفوضى، الإزعاج والحديث بصوت مرتفع. يروقني الصبورين الذين في اعتى عواصف حبيباتهم يحتضنونهن دون غضب.
أكتب بشراهة كتابات لا تُنشر وقليلاً ما أجدُ له مكان في هذا الكون الوسيع، أكره أولئك الذين يدعمون لشيء في نفسهم مُريب.
أُرتب خزانة الملابس كل أسبوع، أُنظم الكتب، أحرص دائماً أن اجعل من غرفتي محرابي، ملجأي وكوني الصغير الذي استطيع التحكم به دون إعتراض من أحد.
لا أحب أن يمضي يومي دون أن اقرأ، أحيك صوف أو أكتب، أرقص أو افعل شيء أحبه وإن فعلت تأنيب الضمير وعدم الرضا يُقيمان حرباً في رأسي.
اكره الغيبة والنميمة وذكر مساوء الناس إذ فيّ من السوء ما أحتاج لاستغلال وقتي في إصلاحه، استغرب نفاق البعض ووجوههم المُتعددة، أشك كثيراً وأقلق أكثر وخيالي واسع يُسبب لي الكثير من الإحراج، خيبات الأمل والضحك أيضاً.
أتمنى موت المتلاعبين بالمشاعر، المُتصنعين للحب، الذين يكذبون بمهارة دون أن يرف لهم جفن، الذين يقتاتون على حزن القلوب ووجعها.
تهاجمُني الحيرة كلما سمعت حكايا حُب تنتهي بالغدر، الغياب اللامفهوم، الخداع، الوهم إذ اتسائل دائماً كيف للبعض أن يُهدروا وقتهم في الخداع، التلاعب وتصنع شيء ليس فيهم؟؟؟؟
كيف تبدو الحياة في نظرهم وأي نفسية يملكون؟
يبدو أنني اكره هذا العالم.

لستُ ملاكاً لكنني أعرفُ نفسي جيداً ولم اتقبلها بعد وأحبها قليلاً.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة