إلى صديقي(7)
كيف حالك صديقي؟
كيف تمرّ الأيام بك أم من خلالك؟
أودُ إخبارك أني تغيّرت كثيراً بل أكثر مما تتخيل. أصبحت الآن مُدركة لكل ما حولي إدراك لم أكن يوماً لأُدركه لولا ما أنا عليه الآن.
الناس يّ صديقي أشكال وألوان، وجوه مُتعدده، منهم من له وجهين اوثلاثة وقد تترواح عدد وجوههم ما بين العشرة والمئة، أراقب تلك العينات بدهشة كطفلة، كيف يستطيعون التعايش دون أن تختلط عليهم الوجوه؟ أو أن يظهر وجه في غير وقته؟! لديهم قدرة هائلة في إدارة وجوههم القذرة المُتعددة.
أتدري، أُشفق عليهم كثيراً ويروقني رؤيتهم بكل برود العالم وأبتسم، يستحقون العبئ الذي يتحملونه. أكثر من ذلك، الحياة استطاعت أن تُعلمني أن بقدر الطفولة التي أُحافظ عليها بداخلي بقدر ما يجب عليّ أن أضحك واواجه كل الخبث والعبث بلامبالاة كي لا تطال إيديهم قلبي وطفولته، ليس هناك ما يستحق العناء سواي وحلمي وطموحي.
مرّ شهرين متتاليين، في صمت لن ينتهي، استهلكتُ كل الأحاديث دون جدوى فلجأت للصمت،وهل هناك أبلغ من الصمت؟
صديقي الورقيّ الهش
ظننتُ البارحة أن ستُنفخ فيك الروح وتخرج من بين كتاباتي ولكن لم يحدث شيء
ونمتُ باكراً.
09.09.2018
10:49
تعليقات
إرسال تعليق