إلى صديقي (8)
ألا تلاحظ أن رسائلي إليك كثيراً ما تبدأ باسئلة!
هنا الأسئلة أكثر من الهواء الذي اتنفسه ولا إجابات
تُسعف حيرتي.
من منّا كان
سيتخلّف عن يوم زفافنا لو أدركناهٌ يوماً إذ أنك في كل الأحوال لست ليّ؟! من
المسؤول عن جبل الحزن الذي تكوّن داخلنا كجنين يجهل ما هو مقبلٌ عليه؟ أيُّ الحلول
أسهل للخلاص من عُقدة الانتظار وتجاوز هذه الأيام الخانقة؟ أحقاً سيّان أن نحاول
الحصول على ما نًريد وأن لا نحاول إذ أن الأقدار قد حُددت سلفاً لكل منّا؟ هل
الذكريات الجميلة أو السيئة العالقة في ذاكرتنا سنتجاوز الحنين لها وألمها؟ أتظن
حقاً أنك أحببت؟ ما الدليل على ذلك؟ هل نحن قادرين على صنع ثورة تُعيد لنا ما
سلبوه الأوغاد منّا أم مازلنا خائفين ولا نستحق حياة كما يجب أن تكون؟؟؟ في الضفة
الأخرى من هذا العالم البائس، تُرى هل شبيهتي تعيش تفاصيل تشبه تفاصيل حياتي؟
لماذا دائماً حين أتوقف عن إنتظار كل شيء تأتيني الأشياء تباعاً؟؟ أليس الكون لدية
قانون جذب نعقل التعامل معه فلماذا إذاً لم يُفلح ذلك في جذبكَ إليّ؟؟ كيف للنوم
أن يُربت على كتف أوجاعنا لنستيقظ صباحاً وكأننا ليلاً لم نتألم ؟ ما السرّ الخفي
في خفقان القلب بشدة كلما التقينا من نُحب؟ هل هناك علاقة بين الإرتباك والحب؟ إن
كان نعم فلماذا؟ وإن كان لا فلماذا أيضاً تُداهمني حالة إرتباك كلما رأيتك؟ هل نحن
أصحاء نفسياً؟ لماذا لا يتسع وطني للمنتزهات في قمم جبالها عوضاً عن معسكراتها
اللعينة؟ هل ساعيش ليوم أجدُ فيه نفسي في وطني كما أحب أم أني أطمح لما لا يتحقق؟؟
هل لنا الحق في لوم عاداتنا وتقاليدنا ونحن قادرون على تغييرها وأخص بالذكر
التافهة والسيئة منها التي تُدمر لا تبني فينا شيء؟؟ من الأحمق فينا حين قررنا
المغادرة ظناً منّا أنه الخلاص الوحيد؟؟ لماذا الأمر لم ينتهي بعد، ما الذي ننتظره
ونأمله بعد؟ ما الذي فعلته الدول الأخرى لتكون في سلام نحن فاقدينه؟ هل هناك علاقة
بين الصلاة والرزق؟ لماذا أغلب الشيوخ يربون لحى ما الرابط؟؟ كيف ليّ أن اتجاوزك
كأنك لم تكن؟ لماذا الوطن مذكر؟ لو كان مؤنثاً أظنهً كان سيغدو أجمل بكثير مما نحن
عليه الآن؟ لماذا متداول جداً أن " الأقارب عقارب"؟ كيف أُبقي عليك وأنت
غائبٌ عن قلبك؟ ما الذي سينتهي أولاً، نحن، الوطن أم الحرب؟ كيف أستطعت أن لا
تلتفت بتاتاً حين غادرتني آخر مرة؟ هل نغدو أجمل بجمال ملامحنا أم أن القلب والروح
عاملان مساعدان لجعلنا أجمل؟ هل حقاً أن هناك كوكب آخر قابل للعيش عليه؟ أودُ
مغادرة هذا الوطن العجوز.
صديقي الضائع الذي لم التقيك بعد.
ألن تُجيبني على بعض هذه الأسئلة المقيتة؟ وددتُ لو أنك
حقيقة ها هُنا تُقاسمني الأسئلة التي سأكرس لها وقتاً أحاول فيها الوصول لإجابة
تُقنعك ولو لوقت قصير.
صديقي
لا تخلو روؤسنا
الصغيرة من اسئلة كبيرة. أشتاقً جداً لحظة لقائك. ألن نلتقي؟
04 Sept 2018
يا لها من أسئلة صعبة ، إياك ان تدعيه يذهب من سيتمكن من الإجابة عن كل تلك التساؤلات..
ردحذفساتمسك به حين اجده بلا شك
حذفاستطيع الإجابة عليها ، ما عدا سؤال واحد إجابته عندك : كيف لي أن أتجاوزك كأنك لم تكن ؟
حذفهل تفين بوعدك ؟