إلى صديقي(9)

في كل مرةً اقترب من النسيان، تمدُ يديك وتجذبني إليك. ابدأ من جديد طريق نعرف كلينا نهايته. الألوان تأخذُ مكانها الصحيح في نظري، الأشياء تبدو مُختلفة وشهيّة، الهواء يُصبح أكثر سُكراً. الطُرق تتسع لي وعربتي وأحلامي وحبي وعاطفتي ولك وهذا ما لا يحدُث حين تترُك يدك يداي. الطعام يُصبح عامل مساعد على العيش بخلاف غيابك يحتلُ مكانك فأدمن عليه. الوطن يُصبح أقل ظلمةً، والأصدقاء مذبذبون بين حضورك وغيابك.
نبدأ من جديد ألف مرة ولا نملّ ذلك، كأنما عشقنا تأرجحنا المُتسارع بين لحظات السعادة الغامرة والحزن المرير، يبدو أننا لم نحب بعضنا بل أحببنا حالاتنا المُتغيرة وعتبنا اللاذع ولقائتنا الوهمية.
دوامة ندور فيها ولا نُصابُ بالدوار.
التاسع من تشرين الأول، أشعرُ بي عائمة على وجه كل شيء في حياتي، لا أنا التي أمتلك ما أُريد ولا أنا التي أفقده، هذا الشعور المُربِك والمُحيّر وتلاشي الإطمئنان.
أحتاجُ كمية لامبالاة بحجم هذه الحرب التي تقتاتُنا بلا رحمة.
صديقي
ألا تصلك رسائلي، أشك في كون حروفي غير مرئية! أو أنك هائم لا تدري ما الذي تُريده، صدقني سيُضيعك تردُدك. ستتسرب سنوات عمرك من بين يديك كماء تحاول الحفاظ عليه بين كفيك وانت مُتردد.
خائفٍ أنت أن تضع قدميك على بداية طريق تملئهُ مشاعرك مدركاً أنك أضعف من الوقوف في وجه أي عاصفة قد تواجهك. الخوف والتردد وجهان لضياع العمر، أتمنى أن تستيقظ من سُباتك قبل إنقضاء العمر.

تعليقات

المشاركات الشائعة